Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 5-7)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَاءِ } : هذه الآية خَبَرٌ عن علْمِ اللَّه تعالى بالأشياء ، على التفصيل ، وهذه صفةٌ لَمْ تكُنْ لعيسَىٰ ، ولا لأحدٍ من المخلوقين ، ثم أخبر سبحانه عن تَصْويره للبَشَرِ في أرحامِ الأمَّهاتِ ، وهذا أمر لا ينكرُهُ عاقلٌ ، ولا ينكر أنَّ عيسَىٰ وسائر البَشَر لا يقْدِرُونَ عليه ، ولا ينكر أنَّ عيسَىٰ من المصوَّرِينَ ؛ كغيره من سائرِ البَشَر ، فهذه الآية تعظيمٌ للَّه جلَّتْ قُدْرته في ضِمْنِها الرَّدُّ على نصارَىٰ نَجْران ، وفي قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ } : وعيدٌ ، وشرح النبيُّ صلى الله عليه وسلم كيفيَّة التصْويرِ في الحديثِ الَّذي رواه ابنُ مَسْعُودٍ وغيره ؛ " أنَّ النُّطْفَةَ ، إِذَا وَقَعَتْ فِي الرَّحِمِ ، مَكَثَتْ نُطْفَةً أَرْبَعِينَ يَوْماً ، ثُمَّ تَكُونُ عَلَقَةً أَرْبَعِينَ يَوْماً ، ثُمَّ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ إلَيْهَا مَلَكاً ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَذَكَرْ أَمْ أُنْثَىٰ ؟ أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ " الحديث بطوله على ٱختلافِ ألفاظه ، وفي مسندِ ٱبْنِ « سِنْجَر » حديثٌ ؛ " أنَّ اللَّهَ سُبْحَانه يَخْلُقُ عِظَامَ الجَنِينِ وَغَضَارِيفَهُ مِنْ مَنِيِّ الرَّجُلِ ، وَلَحْمَهُ وَشَحْمَهُ وَسَائِرَ ذَلِكَ مِنْ مَنِيِّ المَرْأَةِ " ، وَصَوَّرَ : بناءُ مبالغةٍ من صَارَ يَصُورُ ، إِذا أمال وثنَىٰ إلى حالٍ مَّا ، فلما كان التصويرُ إمالةً إلى حال ، وإِثباتاً فيها ، جاء بناؤه على المُبَالغة ، والكتابُ في هذه الآية : القرآن ، بإِجماع ، والمُحْكَمَاتُ : المفصَّلات المبيَّنات الثابتَاتُ الأحكامِ ، والمُتَشَابِهَاتُ : هي التي تحتاجُ إِلى نظر وتأويلٍ ، ويظهر فيها ببَادِي النَّظَرِ : إِما تَعَارُضٌ مع أخرَىٰ ، وإما مع العَقْل إِلى غير ذلك من أنواع التشابه ، فهذا الشَّبَه الذي من أجله تُوصَفُ بمتشابهات ، إِنما هو بينها وبيْنَ المعانِي الفاسدة الَّتي يظنُّها أهْلُ الزيغِ ، ومَنْ لم يُنْعِمِ النظَرَ ، وهذا نحوُ الحديث الصحيح عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم : " الحَلاَلُ بَيِّنٌ وَالحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ " ، أي : يكون الشيء حراماً في نفسه ، فَيُشْبِهُ عند من لَمْ يُنْعِمِ النظر شيئاً حلالاً ؛ وكذلك الآية : يكونُ لها في نفسها معنًى صحيحٌ ، فيشبه عنْد مَنْ لم ينعمِ النظر ، أو عند الزائغِ معنًى آخر فاسداً ، فربَّما أراد الاِعتراضَ به على كتاب اللَّه ، هذا عندي معنَى الإِحكام والتشابُهِ في هذه الآية . قال * ع * : وأحسنُ ما قيل في هذه الآية قولُ محمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ الزُّبَيرِ ؛ أن المُحْكَمَاتِ هي الَّتِي فيهن حُجَّةُ الربِّ ، وعصمةُ العبادِ ، ودفْعُ الخصومِ والباطل ، ليس لها تصريفٌ ولا تحريفٌ عمَّا وضعْنَ عليه ، والمُتَشَابِهَاتُ : لها تصريفٌ وتحريفٌ ، وتأويلٌ ٱبْتَلَى اللَّه فيهنَّ العباد ، قال ابن الحاجِبِ في « منتهَى الوُصُولِ » : مسألةٌ في القرآن محكمٌ ومتشابهٌ ، قال تعالى : { مِنْهُ آيَـٰتٌ مُّحْكَمَـٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَـٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتٌ } ، فالمُحُكَمُ : المتَّضِح المعنَىٰ ، قال الرهوني : يعني نَصًّا كان أو ظَاهِراً ، والمُتَشَابَهُ : مقابله إمَّا لِلٱِشتراك ؛ مثل : { ثَلَـٰثَةَ قُرُوءٍ } [ البقرة : 228 ] ، أو للإجمالِ ؛ مثلُ : { ٱلَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ ٱلنّكَاحِ } [ البقرة : 237 ] وما ظاهره التِّشبيهُ ؛ مثلُ : { مِن رُّوحِي } [ ص : 72 ] ، و { أَيْدِينَا } [ يس : 71 ] ، و { بِيَدَيَّ } [ ص : 75 ] و { بِيَمِينِهِ } [ الزمر : 67 ] ، و { يَسْتَهْزِئُ } [ البقرة : 15 ] ، و { مَكْرَ ٱللَّهِ } [ آل عمران : 54 ] ونحوه ، والظاهرُ : الوقْفُ على : { وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ } ؛ لأن الخطاب بما لا يُفْهَمُ بعيدٌ . انتهى . قال الرهونيُّ : وسمِّي ما ذكر « مُتَشَابِهاً » ؛ لاشتباهه على السامِعِ ، قال الرهونيُّ : والحقُّ الوقْفُ علَىٰ : { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ } . وهو المرويُّ عن جماعة ؛ منهم : ابنُ عبَّاسٍ ، وابنُ عمر ، وابنْ مسعودٍ ، ومالكٌ ، وغيرهم ، وفي مُصْحَفِ أُبِيٍّ : « وما يعلم تأويلَهُ إلاَّ اللَّه ويقول الراسخونَ [ في العلْمِ ] آمنا بِه » . اهـــ . وقوله تعالى : { هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَـٰبِ } ، أي : معظم الكتاب ، وعُمْدة ما فيه : إذ المُحْكَم في آياتِ اللَّه كثيرٌ قد فُصِّلَ ، ولم يفرَّطْ في شيء منه ، قال يَحْيَى بْنُ يَعْمَر : كما يقال لمكَّة أمُّ القُرَىٰ . قال * ع * : وكما يقالُ : أمُّ الرَّأْس لمجتمع الشؤونِ ، فجميع المحكَمِ هو أم الكتابِ ، ومعنى الآية الإِنْحَاءُ علَىٰ أهل الزيْغِ ، والمذمَّةُ لهم ، والإِشارة بذلك أولاً إلى نصارَىٰ نَجْرَانَ ، وإلى اليهودِ الذين كانوا معاصِرِينَ لمحمَّد صلى الله عليه وسلم ، فإِنهم كانوا يعترضُون معانِيَ القُرآن ، ثم يعم بعد ذلك كلِّ زائغ ، فذكر تعالَىٰ ؛ أنه نزَّل الكتابَ على نبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم ؛ إِفضالاً منه ، ونعمةً ؛ وأنَّ مُحْكَمَه وبَيِّنَهُ الَّذي لا ٱعتراضَ فيه هو معظمه ، والغالِبُ فيه ؛ وأنَّ متشابهه الذي يحتملُ التَّأْوِيلَ ، ويحتاجُ إِلى التفهُّم هو أقلُّه ، ثم إِن أهل الزيغ يتركُونَ المحكَمَ الذي فيه غُنْيَتهم ، ويتبعونَ المتشَابِه ؛ ٱبتغاء الفِتْنَةِ ، وأنْ يفسدوا ذاتَ البَيْن ، ويردوا النَّاس إِلى زيغهم . * م * : قال أبو البقاءِ : { وَأُخَرُ } : معطوفٌ على { آيَـٰتٌ } ، و { مُتَشَـٰبِهَـٰتٌ } : نعت لـ { أُخَرُ } . وقوله تعالى : { الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ } : يعمُّ كل طائفةٍ من كافرٍ وزنديقٍ وجاهلٍ صاحب بدعةٍ ، والزيغُ : المَيْلُ ، و { ٱبْتِغَاءَ } : نصبٌ على المفعولِ من أجله ، ومعناه : طلبُ الفِتْنَة ، قال الربيع : الفِتْنَة هنا الشرْكُ ، وقال مجاهدٌ : الفتْنَةُ : الشبهاتُ ، واللَّبْسُ على المؤمنين ، ثم قال : وٱبتغاءَ تأويلِهِ ، والتأويل هو مَرَدُّ الكلامِ ، وَمَرْجِعُهُ ، والشيء الذي يقفُ علَيْه من المعانِي ، وهو من : آلَ يَئولُ ، إذا رجع ، فالمعنَىٰ : وطَلَبَ تأويلِهِ علَىٰ مَنَازِعِهِمُ الفاسدَةِ ، هذا في ما له تأويلٌ حسنٌ ، وإن كان ممَّا لا يتأوَّل ، بل يوقَفُ فيه ، كالكلامِ في معنَى الرُّوح ونحوه ، فنَفْسُ طلب تأويله هو ٱتِّباعُ ما تشابه ، ثم قال تعالى : { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ } ، أي : وما يعلم تأويله على الكَمَال إلا اللَّه سبحانه . وٱختُلِفَ في قوله : { وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ } ، فرأَتْ فرقةٌ أنَّ رفْعَ الراسخين هو بالعطْفِ على اسْمِ اللَّهِ ( عَزَّ وجلَّ ) ؛ وأنه مع علمهم بالمتشابه يقولونَ : { آمَنَّا بِهِ } ، وقالتْ طائفةٌ أخرَىٰ : والراسخُونَ : رفْع بالابتداءِ ، وهو مقطوعٌ من الكلامِ الأول ، وخبره « يَقُولُونَ » ، والمنفَردُ بعلْم المتشابه هو اللَّه وحده . قال * ع * : وهذه المسألة إذا تُؤُمِّلَتْ ، قَرُبَ الخلافُ فيها من الاِتفاقِ ، وذلك أنَّ اللَّه تعالى قسَّم آي الكتابِ قسْمَيْن محكمًا ومتشابهًا ، فالمُحْكَم هو المتَّضِحُ المعنَىٰ لكلِّ من يفهم كلامَ العَرَب ، لا يحتَاجُ فيه إِلى نظر ، ولا يتعلَّق به شيء يلبِّس ، ويستوي في علمه الراسخُ وغيره ، والمتشابه علَىٰ نوعَيْن ، منه : ما لا يُعْلَمُ البتَّةَ ؛ كأمر الرُّوح ، وآمادِ المغيَّبات التي قد أعْلَمَ اللَّه بوقوعها إِلَىٰ سائر ذلك ، ومنه : ما يُحْمَلُ علَىٰ وجوه في اللغة ، ومَنَاحٍ في كلامِ العربِ ، فَيُتَأوَّلُ ، ويُعْلَم تأويله ، ولا يسمَّى أحدٌ راسِخاً إلاَّ أنْ يعلم من هذا النوع كثيراً ؛ بحَسَب ما قُدِّر له ، فمَنْ قال : إن الراسخين يعلمون تأويلَ المتشابِهِ ، فمراده النوْعُ الثاني الَّذي ذكرناه ، ومَنْ قال : إن الراسخين لا يعلَمُونَ تأويله ، فمراده النوع الأول ؛ كأمر الرُّوح ، ووقْتِ الساعةِ ، لكنَّ تخصيصه المتشابه بهذا النوعِ غيرُ صحيحٍ ، بل هو نوعانِ ؛ كما ذكرنا ، والضمير في { تأويله } عائدٌ على جميع متشابه القرآن ، وهما نوعانِ ؛ كما ذكرنا ، والرُّسُوخُ : الثبوتُ في الشيءِ ، وسئل النبيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّاسِخِينَ فِي العِلْمِ ، فَقَالَ : " هُوَ مَنْ بَرَّتْ يَمِينُهُ ، وَصَدَقَ لِسَانُهُ ، وَٱسْتَقَامَ قَلْبُهُ " ، قُلْتُ : ومن « جامعِ العَتَبِيَّةِ » ، وسُئِل مالكٌ عن تفسيرِ الراسِخِينَ في العلْمِ ، فقال : العالِمُونَ العاملُونَ بما علموا ، المتَّبِعُونَ له ، قال ابنُ رُشْدٍ : قولُ مالِكٍ هذا هو معنَىٰ ما رُوِيَ من أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ : مَنِ الراسِخُ في العِلْمِ ؟ فقالَ : " مَنْ بَرَّتْ يَمِينُهُ ، وصَدَقَ لِسَانُهُ ، وٱسْتَقَامَ بِهِ قَلْبُهُ ، وعَفَّ بَطْنُهُ ، فَذَلِكَ الرَّاسِخُ فِي العِلْمِ " ، قال ابنُ رُشْدٍ : ويشهد لصحَّة هذا قولُ اللَّهِ ( عز وجل ) : { إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ } [ فاطر : 28 ] ؛ لأنه كَلاَمٌ يدُلُّ عَلى أنَّ مَنْ لَمْ يَخْشَ اللَّه ، فَلَيْسَ بعالمٍ . انتهى . قلت : وقد جاء في فضْلِ العلْمِ آثارٌ كثيرةٌ ، فمن أحسنها : ما رواه أبو عُمَرَ بْنُ عبدِ البَرِّ بسنده ، عن معاذِ بنِ جَبلٍ ، قال : قَالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " تَعَلَّمُوا العِلْمَ ؛ فَإِنَّ تَعْلِيمَهُ لِلَّهِ خَشْيَةٌ ، وَطَلَبَهُ عِبَادَةٌ ، وَمُذَاكَرَتَهُ تَسْبِيحٌ ، والبَحْثَ عَنْهُ جِهَادٌ ، وتَعْلِيمَهُ لِمَنْ لاَ يَعْلَمُهُ صَدَقَةٌ ، وَبَذْلَهُ لأَهْلِهِ قُرْبَةٌ ؛ لأَنَّهُ مَعَالِمُ الحَلاَلِ وَالْحَرَامِ ، وَمَنَارُ سُبُلِ أَهْلِ الجَنَّةِ ، وهو الأنيسُ فِي الوَحْشَةِ ، والصَّاحِبُ فِي الغُرْبَةِ ، وَالمُحْدِّثُ فِي الخَلْوَةِ ، والدَّلِيلُ عَلَى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ ، وَالسِّلاَحُ عَلَى الأَعْدَاءِ ، وَالزِّيْنُ عِنْدَ الأَخِلاَّءِ ، وَيَرْفَعُ اللَّهُ بِهِ أَقْوَاماً فَيَجْعَلُهُمْ فِي الخَيْرِ قَادَةً وَأَئِمَّةً تُقْتَصُّ آثَارُهُمْ ، وَيُقْتَدَىٰ بِفِعَالِهِمْ ، وَيُنْتَهَىٰ إِلَىٰ رَأْيِهِمْ ، وَتَرْغَبُ المَلاَئِكَةُ فِي خُلَّتِهِمْ ، وَبِأَجْنِحَتِهَا تَمْسَحُهُمْ ، وَيَسْتَغْفِرُ لَهُمْ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ ، وَحِيتَانُ البَحْرِ وهَوَامُّهُ ، وَسِبَاعُ البَرِّ وأَنْعَامُهُ ؛ لأنَّ العِلْمَ حَيَاةُ القُلُوبِ مِنَ الجَهْلِ ، وَمَصَابِيحُ الأَبْصَارِ مِنَ الظُّلَمِ ، يَبْلُغُ العَبْدُ بَالعِلْمِ مَنَازِلَ الأَخْيَارَ ، وَالدَّرَجَاتِ العُلَىٰ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، الفِكْرُ فِيهِ يَعْدِلُ الصِّيَامَ ، وَمُدَارَسَتُهُ تَعْدِلُ القِيَامَ ، بِهِ تُوصَلُ الأَرْحَامُ ، وَبِهِ يُعْرَفُ الحَلاَلُ مِنَ الحَرَامِ ، هُوَ إِمَامُ العَمَلِ ، وَالعَمَلُ تَابِعُهُ ، يُلْهَمُهُ السُّعَدَاءُ ، وَيُحْرَمُهُ الأَشْقِيَاءُ " ، قال أبو عمر : هكذا حدَّثنيه عُبَيْدُ بْنُ محمَّدٍ مرفوعاً بالإِسناد الَّذِي روَيْناه به عنه ، وهو حديثٌ حسنٌ جِدًّا ، ولكن ليس له إِسناد قويٌّ ، وَرَوَيْنَاهُ من طرقٍ شَتَّىٰ موقوفًا على معاذ . انتهى من كتاب « فَضْل العِلْمِ » ، قال الشيخُ العارِفُ أبو القاسِمِ عبْدُ الرحمنِ بْنُ يُوسُفَ اللجائي ( رحمه اللَّه ) ، ومن علامة نورِ العلْمِ ، إذا حلَّ بالقلب : المعرفةُ والمراقبةُ والحياءُ والتوبةُ والوَرَعُ والزُّهْد والتوكُّل والصَّبْر والرضَىٰ والأنس والمجاهَدَةُ والصَّمْت والخَوْف والرجاءُ والقَنَاعةُ وذِكْرُ المَوْتِ . اهـــ . وقوله تعالى : { كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا } : فيه ضميرٌ عائدٌ على كتاب اللَّه مُحْكَمِهِ ومتشَابِهِهِ ، والتقديرُ : كلُّه من عنْدِ ربِّنا . ثم قال تعالى : { وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلألْبَـٰبِ } ، أي : ما يقول هذا ، ويؤمن ويقفُ حيثُ وُقِّفَ ، ويدع ٱتِّبَاعَ المتشابهِ إلاَّ ذُو لُبٍّ ، وهو العقْلُ و « أُولُو » : جمع : « ذُو » .