Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 12-13)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا لُقْمَانَ ٱلْحِكْمَةَ } اختلف في لقمان ؛ هل هو نبيٌّ أو رجلٌ صالح فقط ، وقال ابن عمر : سمعْت النبي صلى الله عليه وسلم يقولُ : " لَمْ يَكُنْ لُقْمَانُ نَبِيّاً ؛ وَلَكِنْ كَانَ عَبْداً كَثِيرَ التَّفْكِيرِ ، حَسَنَ اليَقِينِ ، أَحَبَّ اللّهَ فَأَحَبَّهُ ، فَمَنَّ عَلَيْهِ بِالْحِكْمَةِ وَخَيَّرَهُ فِي أَنْ يَجْعَلَهُ خَلِيفَةً ؛ يَحْكُمُ بِالْحَقِّ ، فَقَالَ : رَبِّ إنْ خَيَّرْتَنِي ، قَبِلْتُ العَافِيَةَ ، وَتَرَكْتُ البَلاَءَ ، وَإنْ عَزَمْتَ عَلَيَّ ، فَسَمْعاً وَطَاعَةً ، فَإنَّكَ سَتَعْصِمَنِي ، وَكَانَ قاضياً في بني إسرائيل نُوبِيّاً أَسْوَدَ ، مشققَ الرِّجْلَيْنِ ، ذا مَشَافِر " ، قاله سعيدُ بن المسيِّب وابن عباس وجماعة : وقال له رَجُلٌ ـــ كان قد رَعَىٰ معه الغنم ـــ : مَا بَلَغَ بِكَ يا لقمان مَا أَرَىٰ ؟ قَالَ : صِدْقُ الحديثِ ، وأداءُ الأَمانةِ ، وتركِي ما لا يعنيني ، وحِكَمُ لُقْمَانَ كثيرةٌ مأثُورَة . قال ابن العربي في « أحكامه » : ورَوَى عُلماؤُنا عن مالكِ قال : قال لقمان لابنه : يا بُنَيَّ ، إنَّ الناسَ قد تطاوَلَ عليهم ما يوعدون ، وهم إلى الآخرةِ سِراعاً يذهبون ، وإنك قد اسْتَدْبَرْت الدنيا مذ كنت ، واستقبلت الآخرة مع أَنْفَاسِك ، وإن داراً ستسير إليها ؛ أقرب إليك من دار تخرج منها ، انتهى . وقوله : { أَنِ ٱشْكُرْ } يجوز أن تكونَ « أنْ » في مَوضعِ نصب على إسقاط حرف الجر ، أي : بأنِ اشْكُرْ للَّهِ ويجوز أن تكونَ مفسِّرَةً ، أي : كانت حكمتُه دائرة على الشكر للَّه ، وجميع العبادات داخلةٌ في الشكر للَّه عز وجل ، و { حَمِيدٌ } بمعنى : محمود ، أي : هو مستحق ذلك بذاته وصفاته .