Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 27-32)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { وَلَوْ أَنَّمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ … } الآية . روي عن ابن عباس : أن سببَ نزولها أن اليهودَ قالت : يا محمد ؛ كيف عَنَيْتَنَا : هذا القول ، { وَمَا أُوتِيتُم مِّن ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } [ الإسراء : 85 ] . ونحن قد أُوتينا التوراةَ تِبْيَاناً لكل شيء ؟ فنزلت الآية ، وقيل غير هذا . قال * ع * : وهذه الآية بَحْرُ نظرٍ وفكرةٍ ، نَوَّرَ اللّه قلوبَنَا بهداه . وقوله تعالى : { مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وٰحِدَةٍ } أي : لأنه كله بـ « كن » فيكون ، قاله مجاهد . وقوله تعالى : { كُلٌّ يَجْرِي إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } يريد : القيامة . وقوله : { بِنِعْمَتِ ٱللَّهِ } يحتمل أن يريدَ ما تحملَه السفنُ من الطَّعامِ والأرزاقِ والتجاراتِ ، فالباء : للإلْزَاقِ ، ويحتمل أن يريدَ بالريحِ وتسخيرِ اللّه البحرَ ونحوَ هذا ، فالباءُ باءُ السببِ . وذكر تعالى من صفات المؤمن الصبَّارَ والشَّكُورَ ؛ لأنهما عُظْمُ أخلاقه ، الصبرُ على الطاعاتِ وعلى النوائبِ ، وعن الشهواتِ ، والشكرُ على الضراءِ والسراءِ . وقال الشعبي : الصبرُ نصفُ الإيمانِ ، والشكرُ نصفُه الآخرُ ، واليقينُ الإيمان كله . و « غَشِي » غطَّى أو قارَب ، والظُّلَلِ : السحابُ . وقوله تعالى : { فَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ } . قال الحسن : منهم مؤمن يعرف حق اللّه في هذه النعم ، والختَّار القبيحُ الغَدْرِ ، وذلك أن مِنَن اللّه على العباد كأنها عهود ومِنَنٌ يلزمَ عنها أداء شكرها ، والعبادةُ لمسديها ، فمن كفر ذلك ، وجحد به ، فكأنه ختر ، وخان ، قال الحسن : الختارُ هو الغدار . و { كَفُورٍ } : بناء مبالغة .