Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 10-15)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { وَقَالُواْ أَءِذَا ضَلَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ } أي : تَلَفْنَا وَتَقَطَّعَتْ أَوْصَالُنَا ، فذهبنا في التراب حَتَّى لَمْ نُوجَدْ ؛ { أَءِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } أي : أَنُخْلَقُ بَعْدَ ذلك خَلقاً جديداً ؛ إنكاراً منهم للبعثِ واستبعاداً له ، و { يَتَوَفَّـٰكُم } معناه يَسْتَوِفِيكم ؛ رُوِيَ عَن مجاهدٍ : أن الدنّيَا بَيْنَ يَدَيْ مَلَكِ المَوتِ كالطِّسْتِ بَيْنَ يَدَي الإنْسَانِ يأخُذُ مِنْ حَيثُ أُمِرَ . وقوله تعالى : { وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ ٱلْمُجْرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ } الآية تَعْجِيبٌ لمحمَّد عليه السلام وأمته من حالِ الكفرةِ ، ومَا حَلَّ بهم ، وجوابٌ { لَو } محذوفٌ ؛ لأنَّ حذفَه أَهْوَلُ في النفوس ، وتنكيسُ رؤوسهم هو من الذل واليأسِ والهَمِّ بحلُول العذابِ . وقولهم { أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا } أي : ما كنا نُخْبَرُ به في الدنيا ، ثم طلبوا الرَّجْعَةَ حينَ لاَ يَنْفَعُ ذَلكَ . ثمَّ أخْبَرَ تعالى عن نَفْسهِ أنَّه لو شَاء لهدى الناس أجميعن ؛ بأن يَلْطُفُ بهم لُطْفاً يؤمنونَ به ، ويخترع الإيمانَ في نفوسهم ، هذا مذهبُ أهلِ السُّنَّةِ ، و { ٱلْجِنَّةِ } : الشياطينُ ، و { نَسِيتُمْ } معناه : تركتم ؛ قاله ابن عباس وغيره . وقوله : { إِنَّا نَسِينَـٰكم } سَمَّى العقوبة باسم الذنب . ثم أثْنَى سبحانه على القوم الذين يؤمنون بآياته ، ووصَفَهم بالصفة الحُسْنَى من سجودهم عند التذكير ، وتسبيحِهم وعدمِ استكبارهم .