Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 5-9)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى ٱلأَرْضِ … } الآية ، الأمر اسم جنسٍ لجميعِ الأمور ، والمعنى يُنَفِّذُ سُبْحَانِه قضاءَه بجميع ما يشاءه ، ثم يعرج إليه خبرُ ذلك في يوم من أيام الدنيا ؛ مقداره أن لو سِيرَ فيه السيرَ المعروف ، من البشر ألفُ سنة ، أي : نزولاً وعروجاً لأن مَا بين السماء والأرض خمس مائة سنة ، هذا قول ابن عباس ومجاهد وغيرهما . وقيل : المعنى : يدبر الأمر من السماء إلى الأَرض في مدة الدنيا ، ثم يعرج إليه يوم القيامة ، ويوم القيامة مقداره ألف سنة من عَدِّنا ، وهو على الكفار قَدْرُ خمسينَ ألفِ سنة . وقيل : غَيْرَ هذا وقرأ الجمهور : « الذي أحسن كل شيء خلقَه » : ـــ بفتح اللام ـــ على أنه فعلٌ ماضٍ ومعنى : « أحسن » : أَتْقَنَ وأحْكَمَ فهو حَسَنْ من جهة مَا هو لمقاصِده التي أريدَ لها ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر : « خَلْقه » : ـــ بسكون اللام ـــ وذهب بعض الناس على هذه القراءة إلى أن : « أحسن » هنا معناه : ألْهَمَ وأن هذه الآية بمعنى قوله تعالى : { أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْء خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ } [ طه : 50 ] . أي : ألهَمَ . والإنسانُ هنا آدم عليه السلام والمَهِينُ : الضعيف ، { وَنَفَخَ } : عبارة عن إفاضَةِ الرُّوحِ في جَسَدِ آدم عليه السلام والضميرُ في { رُّوحِهِ } للَّهِ تعالى ، وهي إضافة مُلْكٍ إلى مَالِكٍ وخَلْقٍ إلَى خَالِقٍ ، ويُحْتَمل أن يكونَ الإنسانَ في هذه الآية اسمَ جنسٍ و { قَلِيلاً } صِفَةً لِمصدَرٍ محذوف .