Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 26-30)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { أَوَلَمْ يَهْدِ } معناه يُبَيِّنْ ؛ قاله ابن عباس ، والفاعل بـ { يَهْدِ } هو اللّه ؛ في قول فرقة ، والرسولُ ؛ في قول فرقة ، وقرأ أبو عبد الرحمن : « نهد » ـــ بالنون ـــ وهي قراءة الحَسَنْ وقتادة ، فالفاعلُ اللّهُ تعالى ، والضميرُ في { يَمْشُونَ } يُحْتَمَلُ أن يكونَ للمخاطَبِينَ أو للمُهْلَكِينَ ، و { ٱلْجُرُزِ } : الأرض العاطِشَةُ التي قد أكلت نباتها من العطشِ والقيظِ ؛ ومنه قيل للأكول جَرُوزٌ . وقال ابن عباس وغيره : { ٱلأَرْضِ ٱلْجُرُزِ } : أرض أبين من اليمن وهي أرض تشرب بسيولٍ لا بِمَطَرٍ ، وفي « البخاري » : وقال ابن عباس : { ٱلْجُرُزِ } : التي لم تُمْطَرْ إلا مَطَراً لاَ يُغْنِي عنها شَيْئاً . انتهى . ثم حكى سبحانه عن الكفرةِ أنهم يَسْتَفْتِحُونَ ؛ ويستعجلون فَصْلَ القضاءِ بينهم وبين الرُّسُلِ على معنى الهُزْءِ . والتكذيب ، و { الفتحُ } : الحُكْمُ ، هذا قول جماعةٍ من المفسرينَ ، وهو أقوى الأقوال . قال مجاهد و { ٱلْفَتْحِ } هنا هو حُكْم الآخرة . ثم أمر تعالى نبيه عليه السلام بالإعراض عن الكفرةِ وانْتِظَار الفَرَجِ ، وهذا مما نَسَخَتْه آية السَّيْفِ . وقولُه : { إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ } أي : العذابَ بمعنى هذا حُكْمُهُمْ وإن كانوا لا يَشْعُرونَ .