Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 40-44)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ } إلى قوله { كَرِيماً } أذهَب اللّه بهذه الآية مَا وَقَعَ في نفوسِ المنافقين وغيرِهم ؛ لأنهم استعظموا أن يَتَزَوَّجَ زَوْجَة ابْنِه ، فنفى القرآنُ تلكَ البُنُوَّةَ ، وقوله : { أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ } يعني المعاصرين له وباقي الآية بيِّن . ثم أمر سبحانه عباده بأن يذكروه ذكراً كثيراً ، وجعل تعالى ذلك دون حَدٍّ ولا تقدير ؛ لسهولته على العبد ، ولعظم الأجر فيه . قال ابن عباس : لم يُعْذَرْ أَحدٌ فِي تركِ ذكر اللّهِ عز وجل إلاَّ مَنْ غُلِبَ عَلى عَقْلِهِ ، وقال : الذكرُ الكثيرُ أن لا تنساه أبداً . ورَوَى أبو سعيد عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم " أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللّهِ ؛ حَتَّىٰ يَقُولُوا : مَجْنُونٌ " * ت * : وهذا الحديثُ خرَّجه ابن حِبَّان في « صحيحه » . وقوله : { وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } أراد في كل الأوقاتِ فحدَّد الزمَنَ بطرَفَيْ نهارِه ولَيْلِه ، والأصيل من العَصْر إلى الليلِ ، وعن ابن أبي أوفى قال : قال ، رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم : " إنَّ خِيَارَ عِبَادِ اللّهِ الَّذِينَ يُرَاعُونَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالأَظِلَّةَ لِذِكْرِ اللّهِ " رواه الحاكم في « المستدرك » ، انتهى من « السلاح » . وقوله سبحانه : { هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَـٰئِكَتُهُ } : صلاةُ اللّه على العبدِ هي رحمتُه له ، وصلاة الملائكة هي دعاؤهم للمؤمنين . ثم أخبر تعالى برحمته بالمؤمنين تأنيساً لَهُم . وقوله تعالى : { تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَـٰمٌ } قيل : يوم القيامة تُحَيِّ الملائكةُ المؤمنين بالسلامِ ، ومعناه : السلامةُ من كل مكروهٍ ، وقال قتادة : يوم دُخولِهم الجنَّةِ يحي بعضُهم بعضاً بالسلامِ ، والأجرُ الكريمُ : جنة الخلدِ في جوار اللّه تبارك وتعالى .