Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 72-73)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ … } الآية ، ذهب الجمهور : إلى أن الأمانةَ كلُّ شيء يُؤتمن الإنسانُ عليه من أمر ؛ ونهي وشأن دين ودنيا ؛ فالشرعُ كلّه أمانة ؛ ومعنى الآية : إنا عرضْنَا على هذه المخلوقاتِ العظامِ أنْ تحملَ الأوامرَ والنَّواهي ولهَا الثوابُ إن أحْسَنَتْ ، والعقابُ إن أساءت فأبتْ هذه المخلوقاتُ وأشفقت ، فيحتمل أن يكونَ هذا بِإدراكٍ يَخْلُقُه اللّهُ لَهَا ويُحْتَمَلُ أنْ يكونَ هذا العَرْضُ على مَنْ فِيها من الملائِكةِ ، وحَمَلَ الإنسانُ الأمانةَ ، أي : التزَمَ القِيامَ بِحَقِّهَا ، وهو في ذلك ظَلُومٌ لِنَفْسِهِ جَهُولٌ بقدر مَا دخَل فيه ؛ وهذا هو تأويل ابنِ عباس وابن جبير . قال ابن عباس وأصحابُه : و { ٱلإِنسَـٰنُ } آدم تَحمَّلَ الأَمانةَ ؛ فَما تَمَّ لَهُ يَوْمٌ حَتَّى وَقَعَ فِي أمرِ الشَّجرةِ . وقال بعضُهم : { ٱلإِنسَـٰنُ } : النَّوعُ كلّه ؛ فعلى تأويلِ الجمهور يكونُ قولُهما في الآية الأخرى { أَتَيْنَا طائعين } إجابةً لأَمْرٍ أُمِرْت بِهِ وتَكُونُ هذه الآيةُ إبايَةً وإشفاقاً مِنْ أَمْرٍ عُرِضَ عَلَيْهَا وخُيِّرَتْ فِيه . وقوله تعالى : { لِّيُعَذِّبَ } : اللامُ لامُ العَاقِبَة ، وكذا قَال أبو حيان : اللام في { لِّيُعَذِّب } : للصَّيْرُورَةِ ؛ لأَنَّه لَمْ يَحْمِلْ الأَمَانَةَ ليُعَذَّبَ ، ولكنْ آلَ أمره إلى ذلك . * ص * : أبو البقاء : اللام تتَعلق بـ : { حَمَلَهَا } وقرأ الأعمش : « ويتوبُ » ـــ بالرفع على الاسْتِئْنَافِ ، واللّهِ أعلم . انتهى . وباقي الآية بيِّن .