Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 60-71)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ ٱلْمُنَـٰفِقُونَ … } الآية . اللام في قوله : { لَّئِن } هي المؤذنة بمجيء القسم ، واللام في { لَنُغْرِيَنَّكَ } : هي لامُ القسمِ . قلت : ورَوَى الترمذيُّ عن ابن عُمَرَ قال : صَعِدَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم المِنْبَرَ ، فَنَادَىٰ بِصَوْتٍ رَفِيعٍ ، فَقَالَ : " يَا مَعْشَرَ مَنْ قَدْ أَسْلَمَ بلِسَانِهِ ، وَلَمْ يَفُضْ الإيْمَانُ إلَىٰ قَلْبِهِ ، لاَ تُؤْذُوا المُسْلِمِينَ وَلاَ تُعَيِّرُوهُمْ ، وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ ، فَإنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَةَ أَخِيهِ المُسْلِمِ ؛ يَتَبِعَ اللّهُ عَوْرَتَه ؛ وَمَنْ يَتَّبِعِ اللّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْه ، وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ … " الحديث . انتهى . ورواه أبو دَاودَ في « سننه » من طريق أبي برزة الأسلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم وتوعَّد اللّه سبحانه هذه الأصنافَ في هذه الآية . وقوله سبحانه { وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } المرض ، هنا : هو الغَزَل وحب الزنا ؛ قاله عكرمة . { وَٱلْمُرْجِفُونَ فِي ٱلْمَدِينَةِ } : هم قوم كانوا يتحدثون بغزو العربِ المدينةَ ؛ ونحوِ هذا مما يُرْجِفُونَ بهِ نُفُوسَ المؤمنينَ ، فيحتمل أنْ تكونَ هذه الفِرَقُ دَاخِلَةً في جملة المنافقين ، ويحتمل أن تكونَ متباينةً و { نغرينك } معناه : نحضك عليهم بعد تعيينهم لك . في البخاري : وقال ابن عباس : { لَنُغْرِيَنَّكَ } : لنسلطنك . انتهى . وقوله تعالى : { ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ } أي : بعد الإغراء لأنك تَنْفِيهم بالإخافَة والقَتْلِ . وقوله : { إِلاَّ قَلِيلاً } يحتمل : أن يريد إلا جِوَاراً قليلاً ، أو وقتاً قليلاً ، أو عدداً قليلاً ، كأنه قال : إلا أقلاءَ ، و { ثُقِفُواْ } : معناه : حُصِرُوا وقُدِرَ عليهم و { أُخِذُوا } : معناه : أُسِرُوا والأخِيذُ الأسِيرُ : { وَٱلَّذِينَ خَلَوْاْ } هم منافقوا الأمم ، وباقي الآية مُتَّضِحُ المعنَى . و { ٱلسَّبِيلاَ } : ـــ مفعولٌ ثَانٍ ـــ ؛ لأَنَّ { أَضلَّ } متعدٍ بالهَمْزَةِ ، وهي سبيلُ الإيمانِ والهُدَى ، { وَٱلَّذِينَ ءَاذُوْاْ مُوسَىٰ } : هم قومُ مِن بَنِي إسرائيل . قال ابن عباس وأبو هريرة وجماعة : الإشارةُ إلى ما تضمَّنه حديثُ النبي صلى الله عليه وسلم " من أَنَّ بَنِي إسرائيل كَانُوا يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً ، وَكَانَ مُوسَىٰ عليه السلام رَجُلاً سِتِّيراً حَيِّياً ، لاَ يَكَادُ يُرَىٰ مِنْ جَسَدِهِ شَيْءٌ ؛ فَقَالُوا : وَاللّهِ ، مَا يَمْنَعُ مُوسَىٰ أَنْ يَغْتَسِلَ مَعَنَا إلاَّ أَنَّهُ آدَرُ أَوْ بِهِ بَرَصٌ ، فَذَهَبَ يَغْتَسِلُ ؛ فَوَضَعَ ثَوْبَهُ عَلَىٰ حَجَرٍ ، فَفَرَّ الحَجَرُ بِثَوْبِهِ ، فَلَجَّ مُوسَىٰ فِي إثْرِهِ يَقُولُ : ثَوْبِي حَجَرُ ، ثَوْبِي حَجَرُ ، فَمَرَّ بِهِمْ فَنَظَرُوا إلَيْهِ ؛ فَقَالُوا : وَاللّهِ ، مَا بِمُوسَىٰ مِنْ بَأْسٍ " الحديثُ خرَّجه البُخَاريُّ وغيره ، وقيل في إذَايتهم غيرُ هذا . { فَبرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْ } والوجيهُ : المكرَّمُ الوجهِ ، والقولُ السَّدِيدُ : يَعُمُّ جَميعَ الخيراتِ وقال عكرمة : أراد « لا إلـٰه إلا اللّه » وباقي الآية بيِّن .