Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 38-43)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَٱلَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي ءَايَـٰتِنَا مُعَـٰجِزِينَ } تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهْ و { مُحْضَرُونَ } من الإحْضَارِ والإِعْدَادِ ، ثُمَّ كَرَّرَ القَوْلَ بِبَسْطِ الرِّزْقِ لاَ عَلَى المَعْنَى الأَوَّلِ ؛ بَلْ هَذَا هُنَا عَلَى جِهَة الوَعْظِ ، والتَّزْهِيدِ فِي الدُّنْيَا ، والحَضِّ عَلَى النَّفَقَةِ في الطَّاعَاتِ ، ثُمَّ وَعَدَ بِالخَلَفِ فِي ذَلِكَ . إِمَّا فِي الدنيا ، إِمَّا فِي الآخِرَةِ ، وفي « البُخارِي » أنَّ مَلَكاً يُنادِي كُلَّ يَوْمٍ : اللَّهُمَّ ، أَعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً ، وَيَقُولُ مَلَكٌ آخَرُ : اللَّهُمَّ ، أَعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً . وَرَوَى التِّرمِذِيُّ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الأَنْصَارِي : أنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " ثَلاَثٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثاً فَٱحْفَظُوه ، قال : مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ ، وَلاَ ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلَمَةً صَبَرَ عَلَيْهَا إلاَّ زَادَهُ اللّهُ عِزّاً ، وَلاَ فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَة إلاَّ فَتَحَ اللّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ ، أو كَلِمَةً نَحْوَهَا " الحديثَ ، قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ، انتهى . وَقَوْلُهُ تَعَالَى : { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ } الآية تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ نَظِيرِهَا مُكَرَّراً ، وفِي القُرْآنِ آيَاتٌ يَظْهَرُ مِنْها أَنَّ الجِنَّ عَبَدَتْ فِي سُورَةِ الأَنْعَامِ وغيرها ؛ ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : { فَٱلْيَوْمَ } أي : يُقَال لِمَنْ عَبَدَ وَمَنْ عَبَدَ : « اليَوْمَ لاَ يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً ولاَ ضَرّاً » .