Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 8-10)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وَقَوْلُهُ تَعَالَىٰ : { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَءَاهُ حَسَناً } تَوْقِيفٌ وَجَوَابُهُ مَحْذُوفٌ يُمْكِنُ أَنْ يُقَدَّرَ كَمَنْ اهْتَدَى وَنَحْوَ هَذا مِنَ التَّقْدِيرِ مَا دَلَّ اللَّفْظُ بَعْدُ عَلَيْهِ ؛ وقَرَأَ الجُمْهُورُ : { فَلاَ تَذْهَبْ } ـــ بِفَتْحِ التَّاءِ والهَاءِ ـــ : { نَّفْسَكَ } ـــ بالرَّفْعِ ـــ ، وَقَرَأَ قَتَادَةُ وَغَيْرُهُ « تُذْهِبْ » ـــ بِضَمِّ التَّاءِ وَكَسْرِ الهَاءِ ـــ « نَفْسَكَ » بِالنَّصْبِ وَرُوِيَتْ عَنْ نَافِعٍ وَالْحَسْرَةُ هَمُّ النَّفْسِ عَلَى فَوَاتِ أَمْرِ ، وَهَذِهِ الآية تَسْلِيَةُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْ كُفْرِ قَوْمِه ، وَوَجَبَ التَسْلِيمُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إضْلاَلِ مَنْ شَاءَ وَهِدَايَةِ مَنْ شَاءَ . وَقَوْلهُ سبحانه : { وَٱللَّهُ ٱلَّذِي أَرْسَلَ ٱلرّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَـٰباً فَسُقْنَاهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَّيِّتٍ } هَذهِ آيَةُ احْتِجَاجِ عَلَى الكَفَرَةِ فِي إنْكَارِهِمْ البَعْثَ مِنَ القُبُورِ . وَقَوْلهُ تَعَالَى : { مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعِزَّةَ } يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ : مَنْ كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ بِمُغَالَبَةٍ فَلِلَّهِ العِزَّةُ : أي : لَيْسَتْ لِغَيْرِهِ وَلاَ تَتِمُّ إلاَّ بِهِ ، وَنَحَا إلَيْهِ مُجَاهِدٌ وَقَالَ : مَنْ كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ بِعِبَادَةِ الأَوْثَانِ . قال * ع * : وَهَذَا تَمَسُّكٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ ءَالِهَةً لِّيَكُونُواْ لَهُمْ عِزّاً } [ مريم : 81 ] . وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ : مَنْ كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ وَطَرِيقَهَا القَوِيمَ وَيُحِبُّ نَيْلَهَا عَلَى وَجْهِهَا فَلِلَّهِ العِزَّةِ ، أي : بِهِ وَعَنْ أَوَامِرِه لاَ تُنَالُ عِزَّتُهُ إلاَّ بِطَاعَتِهِ ، وَنَحَا إلَيْهِ قَتَادَةُ . وَقَوْلهُ تَعَالَى : { إِلَيْهِ يَصْعَدُ ٱلْكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ } أي : التوحيدُ ، والتحميدُ ، وذكر اللّه ونحوه . وقوله تعالى : { وَٱلْعَمَلُ ٱلصَّـٰلِحُ يَرْفَعُهُ } قيل : المعنى ؛ يرفعه اللّه ، وهذا أرجحُ الأقوال . وقال ابن عباس وغيره : إن العملَ الصالح هو الرافعُ للكَلِم ، وهذا التأويل إنما يستقيمُ بأن يتأوَّل على معنى أنه يَزِيد في رفعه وحُسْن موقعِه . * ت * : وعن ابن مسعودٍ ؛ « قال : إذا حدّثناكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك في كتاب اللّه سبحانه ؛ إن العبد إذا قال : « سبحان اللّه والحمد للَّه واللّه أكبر وتبارك اللّه » قَبَضَ عليهن ملك ؛ فضمَّهن تحت جَنَاحه ؛ وصَعَدَ بهن لا يمر بهن على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى يُجَاء بهن وجهُ الرحمن سبحانه . ثم تلا عبد اللّه بن مسعود : { إِلَيْهِ يَصْعَدُ ٱلْكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلْعَمَلُ ٱلصَّـٰلِحُ يَرْفَعُهُ } » . رواه الحاكم في « المستدرك » وقال : صحيح الإسناد : انتهى من « السلاح » . و { يَمْكُرُونَ ٱلسَّيَّئَاتِ } أي : المكرات السيئات . و { يَبُورُ } معناه : يفسد ويبقى لا نفع فيه .