Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 11-14)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَٰجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ } الآية . قيل : معنى الأزواج هنا : الأنواع ، وقيل : أراد تزويجَ الرجالِ النساءَ ، والضميرُ في { عُمُرِهِ } قال ابن عباس وغيره ، ما مقتضاه أنه عائد على { مُّعَمَّرٍ } الذي ههو اسم جنس ؛ والمراد غيرُ الذي يعمر ، وقال ابن جبير وغيره : بل المراد شخص واحد وعليه يعود الضمير ، أي : ما يعمر إنسان ولا ينقص من عمره بأن يحصى ما مضى منه إذا مَرَّ حَوْلٌ كتب ما مضى منه ، فإذا مر حول آخر كتب ذلك ، ثم حول ، ثم حول ؛ فهذا هو النقص . قال ابن جبير : فما مضى من عمره ؛ فهو النقص وما يستقبل ؛ فهو الذي يعمره . وقوله تعالى : { وَمَا يَسْتَوِي ٱلْبَحْرَانِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى ٱلْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } تقدم تفسير نظير هذه الآية . وقوله تعالى : { وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّـى } الآية . الأجل المسمَّى هو قيام الساعة ، وقيل : آماد الليل ، وآماد النهار ، والقِطْمِير : القشرة الرقيقة التي على نوى التمرة . وقال الضحاك وغيره : القِطْمِير القِمَعُ الذي في رأس التمرة ، والأول أشهرُ وأصوبُ . ثم بيَّن تعالى بطلانَ الأصنام بثلاثة أشياءَ : أوَّلُها : أنها لا تسمع إنْ دُعِيَتْ ، والثاني : أنها لا تجيب إن لو سمعت ، وإنما جاء بهذه ؛ لأن القائل متعسف أن يقول : عساها تسمع ، والثالثُ : أنها تَتَبَرَّأ يوم القيامة من الكفرة . وقوله تعالى : { وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } قال المفسرون : الخبيرُ هنا هو اللّه سبحانه فهو الخبيرُ الصادقُ الخبر ، ونَبَأَ بهذا ؛ فلا شك في وقوعه .