Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 1-7)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عزَّ وجلَّ : { يسۤ * وَٱلْقُرْءَانِ ٱلْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } قد تقدَّم الكلام في الحروف المقَطَّعة ، ويختص هذا الموضعُ بأَقوالٍ ، منها : أن ابن جبير قََالَ : يسۤ ٱسْمٌ من أسماء محمد ـــ عليه السلام ـــ وقال ابن عباس : معناه : يا إنسانُ ، بالحبشية . وقال أيضاً : هو بلغة طَيِّىءٍ ، وقال قتادةُ : « يسۤ » قسم و « الصراط » الطريق ، والمعنى : إنك على طريق هدى بيِّن ومَهْيَعٍ رشاد ، واختَلَفَ المفسرون في قوله تعالى : { مَّا أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمْ } فقال عِكْرِمَةُ : « ما » بمعنى : الذي ، والتقدير : الشيءُ الذي أُنذِر آباؤهم من النارِ والعذابِ ، ويحتملُ أن تكون « ما » مصدريةً على هذا القول ، ويكونُ الآباءُ هُمُ الأَقْدَمُونَ على مر الدهرِ . وقوله : { فَهُمْ } مع هذا التأويل بمعنى : فإِنّهم ، دخلتِ الفاءُ لِقَطْع الجملة من الجملة ، وقال قتادةُ : « ما » نافيةٌ ، فالآباءُ عَلى هَذا هم الأقْرَبُونَ مِنْهُمْ ، وهذه الآيةُ كقوله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ } [ سبأ : 44 ] وهذه النِّذَارةُ المنفيةُ : هي نذارة المبَاشَرَة ، كما قدَّمَنا ، و { حَقَّ ٱلْقَوْلُ } ، معناه : وَجَبَ العذابُ وسبَقَ القضَاءُ بهِ ، وهذا فيِمَنْ لم يؤمنْ من قريشٍ كَمَنْ قُتِل بِبَدْرٍ ، وغيرِهم .