Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 8-10)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { إِنَّا جَعَلْنَا فِى أَعْنـٰقِهِمْ أَغْلَـٰلاً } الآية . قال مكي : قيل : هي حقيقةٌ في الآخِرَة إذا دخلوا النار . وقال ابن عباس وغيره : الآيةُ استعارةٌ لِحالِ الكَفَرَةِ الذين أرادوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم بسوءٍ ، فجعلَ اللَّهُ هذهِ مثَلاً لَهُمْ في كَفِّهِ إِيَّاهُمْ عَنْهُ ومَنْعِهم مِنْ إذَايَتِهِ حينَ بَيَّتُوهُ . وقالتْ فرقة : الآيةُ مُسْتَعَارَةُ المعانِي مِنْ مَنْعِ اللَّه تعالى إيَّاهم مِنَ الإيمَانِ ، وَحَوْلِه بَيْنَهم وبَيْنَه ، وهذا أرجح الأقوال ، و « الغُلُّ » : ما أحاط بالعُنق على معنى التَّثْقِيفِ والتَّضْيِيقِ والتَّعْذِيبِ . وقوله : { فَهِىَ } يحتملُ أنْ تَعُودَ على الأغلالِ ، أي : هي عريضة تبلَغُ بحرفِها الأذقَانَ ، والذَّقَنُ : مُجْتَمَعُ اللَّحْيَيْنِ ، فَيَضْطَرُّ المغلولُ إلى رفع وجههِ نحو السماء ، وذلك هو الإقْمَاحُ ، وهو نحوُ الإقْنَاعِ في الهيئة . قال قتادة : المقمح : الرافعُ رأسه ، ويحتملُ : وهو قول الطبري أنْ تَعُودَ ( هي ) على الأيْدِي ؛ وذلك أن الغُلَّ إنما يكونُ في العُنُقِ مَعَ اليَدَيْنِ ، ورُوِي أن في مصحف ابن مسعودٍ وأُبيِّ « إنَّا جَعَلْنَا فِي أَيْمَانِهِمْ » وفي بعضها « في أَيْدِيهِمْ » ، وأرَى الناسَ عَليُّ بنُ أبي طالبٍ الإقْمَاحَ فَجَعَلَ يَدَيْهِ تَحْتَ لَحْيَيْهِ وأَلْصَقَهُمَا وَرَفَعَ رَأْسَهُ ، وقرأ الجمهورُ : « سُدَّا » ـــ بِضَمِّ السينِ في الموضعين ـــ ، وقرأ حمزةُ والكسائي وغيرُهما ( سَدَّا ) ـــ بفتح السين ـــ ، فقيل : هما بمعنًى ، أي : حائلاً يَسُدُّ طَريقَهم ، وقال عكرمةُ : مَا كَانَ مِمَّا يَفْعَلُه البَشرُ فهو بالضَّمِّ ، وما كان خِلْقَةً فهو بالفَتْحِ ، ومعنى الآية : أن طريقَ الهُدَى سُدَّ دُونَهم .