Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 28-32)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ … } الآية ، مخاطبة للنّبيّ صلى الله عليه وسلم فيها توعُّدٌ لقرَيْشٍ وتَحْذِيرُ أنْ يَنْزلَ بهمْ مِنَ العَذَابِ مَا نَزَلَ بقَومِ حَبِيبٍ النَّجَّار . قال مجاهد : لَم يُنْزِلِ اللَّهُ عَليهم من جُنْدٍ أرادَ أنه لم يُرْسِل إليهم رَسُولاً ولاَ اسْتَعْتَبَهُمْ ، قال قتادة : وَاللَّهِ ، ما عَاتَبَ اللَّهُ قَوْمَهُ بَعْدِ قَتْلِه حَتَّى أهْلَكَهُمْ . وقال ابن مسعود : أراد : لَمْ يَحْتَجْ فِي تَعْذِيبهِمْ إلى جُنْدٍ ، بلْ كَانَتْ صَيْحَةٌ واحِدَةٌ ؛ لأنهم كانُوا أيْسَرَ وأهْوَنَ من ذلك ، واخْتُلِفَ في قوله تعالى : { وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ } فقالتْ فرقة : « ما » نافيةٌ ، وقالت فرقة : « ما » عَطْفٌ عَلَى جندٍ ، أي : من جند ومن الذي كنَّا منزلينَ على الأممِ مثلهم قبلَ ذلكَ ، و « خامدون » أي : ساكنُونَ موتَى . وقوله تعالى : { يٰحَسْرَةً } الحسرةُ التَلَهُّفُ : وذلك أن طِباعَ كُلِّ بَشَرٍ تُوجِبُ عَنْدَ سَمَاعِ حَالِهِمْ وعَذَابِهم على الكُفْرِ وَتَضْييِعِهم أمْرَ اللَّهَ ، أن يُشْفِقَ وَيَتَحَسَّرَ على العِبَاد ، وقال الثَّعْلَبِيُّ : قال الضَّحَّاك : إنها حسرةُ الملائِكَة على العباد في تكذيبِهمُ الرسلُ ، وقال ابن عباس : حلُّوا مَحَلَّ مَنْ يَتَحَسَّرُ عَلَيْهِ ، انتهى . وقرأ الأعرج وأبو الزنَاد ومسلم بن جندب : ( يا حَسْرَهْ ) بالوقفِ على الهاء وهو أبلغ في معنى التَحَسُّرِ والتَّشْفِيقِ وهَزِّ النَفْسِ . وقوله تعالى : { مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ … } الآية ، تمثيلٌ لِفِعْلِ قُرَيْشٍ ؛ وإيَّاهم عَنى بقوله : { أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا } ، وقرأ جمهورُ الناس « لما جَمِيعٌ » ـــ بتخفيف الميم ـــ ، وذلك على زيادة « ما » للتأكيد والمعنى : لَجَمِيعٌ ، وقرأ عاصمٌ والحسَنُ وابن جبير ( لمَّا ) ـــ بشدِّ الميم ـــ ، قالوا : هي بمنزلة « إلاَّ » و { مُحْضَرُونَ } قال قتادة : مُحَشَّرُونَ يوم القيامة .