Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 77-83)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَ ٱلإِنسَـٰنُ أَنَّا خَلَقْنَـٰهُ مِن نُّطْفَةٍ } الآية ، والصحيحُ في سببِ نزولِ الآيةِ هو ما رَوَاهُ ابنُ وَهَبْ عَنْ مَالِكٍ ؛ وقالهُ ابنُ إسْحَاقٍ وغيرهُ أن أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ ؛ جاء بعَظْمٍ رَمِيمٍ ، فَفَتَّهُ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَحِيَالَهُ ، وقَالَ : مَنْ يُحْيِي هذا يا محمد ؛ ولاَبِيٍّ هذا مع النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَقَامَاتٌ ومَقَالاَتٌ إلى أن قَتَلَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بِيدهِ يومَ أحُدٍ ؛ طَعَنَهُ بِحَرْبَةٍ في عنقه . وقوله : { وَنَسِىَ خَلْقَهُ } يَحْتَمِلُ أنْ يكونَ نسيانَ الذُّهُولِ ، ويحتملُ أنْ يكُونَ نسيانَ التَّرْكِ ، والرَّمِيمُ : البالي المُتَفَتِّتُ ، وهو الرُّفَاتُ ، ثم دلَّهُم سبحانه عَلى الاعْتِبَارِ بالنَّشْأَةِ الأولى ، ثم عَقَّبَ تعالى بدليل ثَالثٍ في إيجادِ النَّارِ في العُودِ الأخْضَرِ المُرْتَوِي ماءً ، وهذا هو زِنَادُ العَرَبِ ، والنارُ موجودةٌ في كل عودٍ غَيْرَ أَنَّها في المُتَخَلخِلَ المَفْتُوحِ المَسَامِّ أَوْجَدُ ، وكذلك هو المَرْخُ والعَفَار ، وجمعَ الضميرَ جَمْعَ مَنْ يَعْقِلُ في قوله : { مِثْلَهُم } ؛ من حيثُ إن السمواتِ والأَرْضَ متضمِّنةٌ مَنْ يَعْقِلُ من الملائِكَةِ والثَّقَلَيْنِ ؛ هذا تأويلُ جماعةٍ ، وقيل : { مِثْلَهُم } عائدٌ على الناسِ ، وبَاقِي الآيَةِ بَيِّنٌ .