Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 11-13)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { فَٱسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَآ } أي : فلا يُمْكِنُهُمْ أن يقولوا إلا أنَّ خَلْقَ مَنْ سواهُم من الأمَمِ والملائِكَة ، والجنِّ والسَّمواتِ والأرضِ والمشارِق والمغارِبِ وغير ذلك ـــ هو أشَدُّ مِنْ هؤلاءِ المخاطَبِينَ ، وبأن الضمير في { خَلَقْنَآ } يرادُ به ما تقدم ذكره ، قال مجاهد وقتادة وغيرهما : ويُؤَيِّدُه ما في مصحف ابن مسعود « أُمْ مَنْ عَدَدْنَا » ؛ وكذلك قرأَ الأَعْمَشُ . وقوله تعالى : { إِنَّا خَلَقْنَـٰهُم مِّن طِينٍ } أي : خلقُ أصلِهم وهو آدم ـــ عليه السلام ـــ ، واللاّزِبُ : اللازمُ : يَلْزَمُ ما جاورَهُ ويَلْصَقُ به ، وهُوَ الصَّلْصَالُ ، { بَلْ عَجِبْتَ } يا محمدُ مِنْ إعْرَاضِهِم عن الحق ، وقرأ حمزةُ والكسائي ـــ « بل عَجِبْتُ » بضمِ التاء ـــ ؛ وذلك على أن يكونَ تَعَالَى هو المُتَعَجِّبُ ومعنَى ذَلِكَ مِن اللَّه تعالى : أنه صِفًةُ فِعْلٍ ، ونحوُه قولهُ ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ : " يَعْجَبُ اللَّهُ مِنَ الشّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ " فإنَّما هِي عِبَارَةٌ عَمَّا يُظْهِرُهُ اللَّه ـــ تعالى ـــ في جِانِبِ المُتَعَجَّبِ مِنْهُ من التعظيمِ أو التحقير حَتَّى يصيرَ الناسُ مُتَعَجِّبِينَ مِنه ، قال الثعلبي : قال الحسينُ بن الفضل : التعجبُ من اللَّهِ إنكارُ الشيء ، وتعظيمهُ ؛ وهو لغة العرب ، انتهى . وقوله : { وَيَسْخَرُونَ } أي : وهمْ يَسْخَرُونَ من نُبُوَّتِكَ .