Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 145-146)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { فَنَبَذْنَـٰهُ بِٱلْعَرَاءِ … } الآية ، « العَرَاءُ » : الأرْضُ الفيحاءُ التي لاَ شَجَرَ فيها ولاَ مَعْلَمَ ، قال ابن عباس وغيره قي قوله : { وَهُوَ سَقِيمٌ } : إنَّه كالطفلِ المَنْفُوسِ ، بُضْعَةُ لَحْمٍ ، وقال بعضهم : كاللَّحْمِ النَّيْءِ ، إلاَّ أنَّه لَمْ يَنْقُصْ مِنْ خَلْقِهِ شَيْءٌ ، فأنْعَشَهُ اللَّهُ في ظِلِّ اليَقْطِينَةِ بِلَبَنِ أُرْوِيَّةٍ [ كَانَتْ تُغَادِيه وتُراوِحُهُ ، وقيل : بلْ كَانَ يَتَغَذَّىٰ من اليَقْطِينَةِ ، ويجدُ منها ألوانَ الطَّعَامِ وأنواعَ ] شهواتِه ، قال ابن عبَّاس وأبو هريرة وعمرو بن مَيمُونٍ : اليقطين : القَرْعُ خَاصَّة ، وقيل ، كُلُّ مَا لاَ يَقُومُ على ساقٍ كَالبَقُولِ والقَرْعِ والبطِّيخِ ونحوِه مما يَمُوتُ ؛ من عَامِهِ ، ومشهورُ اللَّغَةِ أنَّ اليقطينَ هو القَرْعُ ، فَنَبَتَ لَحْمُ يونُسَ ـــ عليه السلام ـــ وصَحَّ ، وحَسُنَ لَوْنُهُ ، لأنَّ وَرَقَ القَرْعِ أنْفَعُ شيءٍ لِمَنْ تَسَلَّخَ جِلْدُهُ ، وهُوَ يَجْمَعُ خِصَالاً حميدةً ، بَرْدُ الظِّلِّ [ ولِينُ ] المَلْمَسِ ، وأنَّ الذُّبَابَ لاَ يقربُها ، حكى النَّقَّاشُ أن مَاءَ وَرَقِ القَرْعِ إذا رُشَّ به مَكانٌ ، لَمْ يَقْرَبْهُ ذُبَابٌ ، ورُوِيَ أنَّهُ كان يوماً نائِماً ، فأيْبَسَ اللَّهُ تِلْكَ اليَقْطِينَةَ ، وقيل : بَعَث عَلَيها الأَرَضَةَ فَقَطَعَتْ وَرَقَها ، فانْتَبَهَ يُونُسُ لِحَرِّ الشَّمْسِ ، فَعَزَّ عَلَيْه شَأنُها ، وجَزِعَ لَه ؛ فأوحَى اللَّهُ إلَيْهِ : يا يونُسُ ، جَزِعْتَ لِيُبْسِ الْيَقْطِينَةِ ، وَلَمْ تَجْزَعَ لإهْلاكِ مِائَةِ ألفٍ أو يَزِيدُونَ تَابُوا فَتُبْتُ عَلَيْهِمْ .