Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 147-157)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { وَأَرْسَلْنَـٰهُ إِلَىٰ مِاْئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ } قال الجمهور : إنَّ هذه الرسالةَ هي رِسالتهُ الأولى ذكرَها اللَّهُ في آخر القَصَصِ ، وقال قَتَادَةُ وغيره : هذه رسالةٌ أُخْرَى بَعْدَ أنْ نُبِذَ بالعراء ، وهي إلى أهل « نِيْنَوَىٰ » من ناحِية المَوْصِلِ ، وقرأ الجمهور : « أو يزيدون » فقال ابن عباس : « أو » بمعنى « بل » ورُوِي عَنْه أنه قرأ : « بل يزيدون » وقالت فرقة : « أو » هنا بمعنى الواو ، وقرأ جعفر بن محمد : « ويزيدون » وقال المُبَرِّدُ ، وكثيرٌ مِنَ البَصْرِيِّين : قوله : { أَوْ يَزِيدُونَ } المعنى : على نَظَرِ البَشَرِ وحَزْرِهم ، أي : من رآهم قال : مائة ألف أو يزيدون ، ورَوَىٰ أُبَيُّ بنِ كَعْبٍ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ كانوا مائةً وعشرينَ ألفاً . * ت * : وعبارة أحمد بن نَصْرٍ الدَّاوودِيُّ : وعن أبي بن كَعْب قال : سألتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عن الزيادتين : { ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ } [ يونس : 26 ] { وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ } قال يزيدون عشرين ألفاً ، وأحسبه قال : الحسنى : الجنة ، « والزيادة » النظرُ إلى وجهِ اللَّه ـــ عز وجل ـــ ، انتهى ، وفي قوله : { فَـئَامَنُواْ فَمَتَّعْنَـٰهُمْ إِلَىٰ حِينٍ } مثالٌ لقريشٍ إنْ آمنوا ، ومنْ هنا حَسُنَ انتقالُ القَوْلِ والمحاوَرَةِ إلَيْهِم بقوله : { فَٱسْتَفْتِهِمْ } ؛ فإنما يعود على ضميرِهم ، على ما في المعنى من ذِكْرِهِمْ ، والاستفتاءُ : السؤال ؛ وهو هنا بمعنى التَّقريعِ والتَّوْبيخِ في جعلهمُ البَنَاتِ للَّه ، تعالى اللَّهُ عَنْ قولِهمْ ، ثم أخبر [ اللَّهُ ] تعالى عن فرقةٍ منهم بلغَ بِها الإفْكُ والكَذِبُ إلى أَنْ قالتْ : ولدَ اللَّهُ الملائكةَ ؛ لأَنَّه نَكَحَ في سَرَوَاتِ الجِنِّ ، تعالَى اللَّهُ عن قولهِم ، وهذه فرقةٌ ، مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ فيما رُوِيَ ، وقرأ الجمهور : « أَصْطَفَى البَنَاتِ » بهمزةِ الاسْتفهامِ عَلَى جهةِ التَّقْرِيعِ والتوبيخِ .