Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 174-182)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ } أمْرٌ لنبيِّهِ بالمُوَادَعَةِ ، وَوَعْدٌ جَمِيلٌ ، و { حَتَّىٰ حِينٍ } قيل هو يومُ بَدْرٍ ، وقِيل : يومُ القيامةِ . وقولهُ تَعَالَىٰ : { وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } وَعْدٌ للنَّبي صلى الله عليه وسلم وَوَعِيدٌ لهُمْ ، ثم وبَّخهم على استعجالِ العذَابِ { فَإِذَا نَزَلَ } أي : العذابُ ، { بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ } والساحةُ الفِنَاء ، وسُوءُ الصباح : أيضاً مستعملٌ في وُرُودِ الغَارَاتِ ، قلْتُ : ومنه قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا أَشْرَفَ عَلَىٰ خَيْبَرَ : " اللَّهُ أَكْبَرُ ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ ، إنَّا إذا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ ، فَسَاءَ صَبَاحُ المُنْذَرِينَ " انتهى ، وقَرَأَ ابن مسعود : « فَبِئْسَ صَبَاحٌ » ، والعزة في قولهِ : { رَبِّ ٱلْعِزَّةِ } هي العزة المَخْلُوقَةُ الكائِنَةُ للأنبياءِ والمؤمِنينَ ؛ وكذلك قال الفقهاءُ مِنْ أجْلِ أنَّها مَرْبُوبَةٌ ؛ قال محمدُ بن سُحْنُونَ وغيره : مَنْ حَلَفَ بعزَّةِ اللَّهِ ، فَإنْ كَانَ أرادَ صِفَتَهُ الذَّاتِيَّةَ ، فَهِي يَمينٌ ، وإنْ كَانَ أَرَادَ عِزَّتَهُ الَّتِي خَلَقَ بَيْنَ عِبَادِهِ ، وَهي الَّتِي في قَوْلِه : { رَبِّ ٱلْعِزَّةِ } فَلَيْسَتْ بَيَمِينٍ ، ورُوِيَ عَن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال : " إذا سَلَّمْتُمْ عَليّ ، فَسَلِّمُوا عَلَى المُرْسَلِينَ ؛ فإنَّما أَنَا أحَدُهُمْ " صلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَعَلَى آله وعَلَىٰ جميع النبيِّين وسلَّم .