Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 161-173)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ } بمعنى : قل لهم يا محمد ، إنَّكم وأصنَامَكم مَا أَنْتُم بمضلِّينَ أَحَداً بسبَبِها وَعَلْيهَا إلاَّ مَنْ قَدْ سَبَقَ عليه القضاءُ ؛ فإنَّه يَصْلَى الجَحِيمَ في الآخرةِ ولَيْسَ لَكُمْ إضْلالُ مَنْ هَدَى اللَّهُ تعالى ، وقالت فرقة : { عَلَيْهِ } بمعنى : « به » والفَاتِنُ : المُضِلُّ في هذا الموضعِ ؛ وكذلك فسَّره ابن عَباس وغيره ، وحذفت اليَاءُ مِنْ { صَالِ } للإضَافةِ . ثم حكى ـــ سبحانه ـــ قولَ الملائِكَةِ { وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ } ؛ وهذا يؤيِّدُ أَن الجِنَّةَ أرادَ بِها الملائِكةَ ، وتقديرُ الكلامَ وما منا مَلَكٌ ، وَرَوَتْ عَائِشَةُ - رضي اللَّه عنها - عَن النبيّ صلى الله عليه وسلم ـــ : " أَنَّ السَّمَاءَ مَا فِيها مَوْضِعُ قَدَمٍ إلاَّ وَفِيهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ أَوْ وَاقِفٌ يُصَلِّي " ، وَعَنِ ابنِ مَسْعُودٍ وغَيرِه نَحْوُه . و { الصَّافُّونَ } معناه : الواقِفُونَ صفوفاً ، و { ٱلْمُسَبِّحُونَ } ، يحتملُ أن يرِيدَ بِه الصَّلاَة ، ويحتملُ أنْ يريدَ قَولَ : سبحَان اللَّهِ ، قال الزَّهْرَاوِيُّ : قيل : إن المسْلِمِينَ إنما اصْطَفُّوا في الصلاةِ ؛ مُذْ نَزَلَتْ هذهِ الآيةُ ، ولا يصطفُّ أحَدٌ من أهلِ المِلَلِ غَيْرُ المسلِمينَ ، ثمَّ ذكرَ تعالىٰ مَقَالَةَ بَعْضِ الكفارِ ، قال قتادةُ وغيرُه : فإنهم قَبل نبُوَّةِ نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم ، قالوا : لو كَانَ لَنَا كتابٌ أو جاءَنا رسولٌ ، لَكُنا عِبَادَ اللَّهِ المخْلَصِينَ ، فلما جَاءهم محمَّدٌ كَفرُوا به ، فَسَوْفَ يَعْلَمُون ، وهذا وَعِيدٌ مَحْضٌ ، ثم آنَسَ تعالى نبيَّه وأولياءَه بأنَّ القَضَاء قد سَبَق ، والكلمةُ قَدْ حَقَّتْ بأنَّ رُسُلَهُ سبحانه هم المنصُورُونَ ، على من نَاوَأَهُمْ ، وجُنْدُ اللَّهِ همُ الغزاةُ .