Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 62-72)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقولُهُ تَعالَىٰ : { أَذَٰلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ } المرادُ بالآية : تقريرُ قريشٍ والكفارِ ، قال * ع * : وفي بعض البلادِ الجَدْبَةِ المجاورةِ للصَّحَارَى ـــ شجرةٌ مُرَّةٌ مَسْمُومَةٌ لَهَا لَبَنٌ ، إنْ مَسَّ جِسْمَ أَحَدٍ ؛ تَوَرَّمَ وَمَاتَ مِنْهُ في أغلب الأمْرِ ؛ تُسَمَّى شجَرَةَ الزَّقُّومِ ، والتَّزَقُّمُ في كَلاَمِ العَرَب : البَلْعُ عَلَى شِدَّةٍ وَجَهْدٍ . وقوله تعالى : { إِنَّا جَعَلْنَـٰهَا فِتْنَةً لِّلظَّـٰلِمِينَ } قال قتادة ومجاهد والسُّدِّيُّ : يريد أبا جهل ونظراءه ، وقد تقدم بيانُ ذلك . وقوله تعالى : { كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيـٰطِينِ } اخْتَلَفَ في معناه ؛ فقالت فرقة : شَبَّهَ طَلْعَها بثَمَرِ شَجَرَةٍ مَعْرُوفَةٍ يقالُ لَها « رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ » ، وهي بناحِيَةِ اليَمَنِ ، يقال لها : « الأَسْتَنُ » ، وقالت فرقة : شَبَّهَ برُؤُوسِ صِنْفٍ منَ الحيَّاتِ يُقَالُ لها « الشَّياطِين » ، وهي ذواتُ أعْرَافٍ ، وقالت فرقة : شَبَّه بما اسْتَقَر في النُّفُوسِ مِنْ كَرَاهَةِ رؤوس الشياطين وقُبْحِهَا ؛ وإنْ كانَتْ لاَ تُرَى ؛ لأن الناسَ إذا وصفوا شَيْئاً بِغَايَةِ القُبْحِ قَالوا : كأنَّه شَيْطَانٌ ؛ ونَحوُ هذا قولُ امْرِىءِ القيس : @ أَيَقْتُلُنِي وَالمَشْرَفِيُّ مُضَاجِعِي وَمَسْنُونَةٌ زُرْقٌ كَأَنْيَابِ أَغْوَالِ @@ فإنَّما شَبَّه بما استقر في النفوس من هيئتها ، والشَّوْبُ : المِزَاجُ والخَلْطُ ؛ قاله ابن عباس وقتادة ، والحميم : السُّخْنُ جِدًّا مِن الماء ؛ ونحوِهِ ، فيريدُ به ههنا شَرَابَهُمْ الذي هو طِينةُ الخَبَالِ صَدِيدُهُمْ وَمَا يَنْماعُ مِنْهُمْ ؛ هذا قولُ جماعةٍ من المفسرين . وقوله تعالى : { ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى ٱلْجَحِيمِ } كقوله تعالى : { يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءَانٍ } [ الرحمن : 44 ] وقوله سبحانه : { إِنَّهُمْ أَلْفَوْاْ ءَابَاءَهُمْ … } الآيةُ ، تمثيلٌ لقريشٍ و { يُهْرَعُونَ } معناه : يُسْرِعُونَ ؛ قاله قتادة وغيره ، وهذا تَكَسُّبُهُمْ للكفرِ وحِرْصُهم عليه .