Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 54-61)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { قَالَ هَلْ أَنتُمْ مُّطَّلِعُونَ } الآية ، في الكلامِ حَذْفٌ ، تقديرُه : فقالَ لِهذَا الرجلُ حاضِرُوهُ مِنَ الملائِكَةِ : إنَّ قَرِينَكَ هذا في جَهَنَّمَ يُعَذَّبُ فقال عند ذلك : { هَلْ أَنتُمْ مُّطَّلِعُونَ } يخَاطِبُ بـ « أَنْتُم » الملائكةَ أو رفقاءَه في الجنةِ أو خَدَمَتَهُ ؛ وَكُلَّ هذا حَكَى المَهْدَوِيُّ ، وقَرَأ أبو عمرو في رواية حُسَيْنٍ « مُطْلِعُونَ » بسكون الطاء وفتح النون ، وقرِىء شاذًّا « مُطْلِعُونِ » ـــ بسكون الطاء وكسر النون ـــ ، قال ابن عباس وغيره : { سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } وَسَطُه ، فقال له المؤمِنُ عند ذلك : { تَٱللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ } أي : لَتُهْلِكُنِي بإغْوائِكَ ، والرَّدَى : الهلاكُ ، وقولُ المؤمِنِ : { أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ } إلى قوله : { بِمُعَذَّبِينَ } يحتملُ أن تكونَ مخاطبةً لِرُفَقَائِهِ في الجَنَّةِ ، لمَّا رَأَىٰ مَا نَزَلَ بِقَرِينِهِ ، ونَظَرَ إلى حالِه في الجنَّةِ وحالِ رُفَقَائِهِ ؛ قَدَّرَ النعمةَ قَدْرَهَا ، فَقَالَ لهم على جهة التوقيفِ على النِّعْمَةِ : أفما نحن بميِّتين ولا معذَّبين ، ويجيء على هذا التأويل قوله : { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } إلى قوله : { ٱلْعَـٰمِلُونَ } مُتَّصِلاً بكَلاَمِهِ خِطَاباً لرفقائهِ ، ويحتمل قوله : { أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ } أن تكونَ مخاطبةً لقرينِه ؛ على جهة التوبيخ ، كأنَّه يقول : أين الذي كنتَ تقولُ من أنَّا نموتُ وَلَيْسَ بَعْدَ الموتِ عِقَابٌ ولا عَذَابٌ ، ويكونُ قولُه تعالَىٰ : { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } إلى قوله : { ٱلْعَـٰمِلُونَ } يحتمل أنْ يَكُونَ من خِطَابِ المُؤْمِنِ لقرينهِ ؛ وإليه ذَهَبَ قتادة ، ويحتملُ أنْ يَكُونَ من خِطَابِ اللَّه ـــ تعالَىٰ ـــ لمحمَّد ـــ عليه السلام ـــ وأُمَّتِه ، ويُقَوِّي هذَا قَوْلُهُ : { لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ ٱلْعَـٰمِلُونَ } وهُوَ حَضٌّ عَلى العَمَلِ ؛ والآخِرَةُ لَيْسَتْ بِدَارِ عَمَلٍ