Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 1-5)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ أُبَيُّ بن كَعْبٍ والحسن وابن أبي إسحاقَ : « صَادِ » ـــ بِكَسْرِ الدالِ ـــ ، والمعنى : مَاثِلِ القرآن بِعَمَلِكَ ، وقارِبْهُ بطاعَتِكَ ، وكذا فسَّرهُ الحَسَن ، أي : انظر أينَ عَمَلُكَ مِنْهُ ، وقال الجمهورُ : إنه حَرْفُ مُعْجَمٍ يَدْخُلُه مَا يَدْخُل أوائِلَ السور مِنَ الأَقْوَالِ ، وَيَخْتَصُّ هذا بأنْ قَالَ بعضُ الناسِ : معناه : صَدَقَ محمد صلى الله عليه وسلم ، وقال الضَّحَّاك : معناهُ : صَدَقَ اللَّهُ ، وقال محمد بن كَعْب القُرَظِيُّ : هو مِفْتَاحُ أَسْمَاءِ اللَّهِ : صَمَدٌ صَادِقٌ ، ونحوُهُ . وقوله : { وَٱلْقُرْءَانِ ذِى ٱلذِّكْرِ } قَسَمٌ ؛ قال ابن عباسٍ وغيره : معناه : ذي الشَّرَفِ الباقي المُخَلَّدِ ، وقالَ قتادة : ذي التذكرةِ للنَّاسِ والهداية لهم ، وقالت فرقةٌ : ذي الذِّكْرِ للأُمَمِ والقَصَصِ والغُيُوبِ ، * ت * : ولا مانَعَ [ مِنْ ] أَنْ يُرَادَ الجميعُ ، قال * ع * : وأما جَوَابُ القَسَمِ ، فَاخْتُلِفَ فيه ؛ فقالت فرقة : الجوابُ في قوله : { صۤ } ؛ إذ هُوَ بمعنى : صَدَقَ اللَّهُ أو صَدَقَ محمَّد صلى الله عليه وسلم ، وقال الكوفيُّون والزَّجَّاج : الجَوَابُ في قوله : { إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ ٱلنَّارِ } [ ص : 64 ] ، وقَالَ بَعْضُ البصريِّين ومنهم الأخفَشُ : الجوابُ في قوله : { إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ ٱلرٌّسُلَ } [ ص : 14 ] قال * ع * : وهذانِ القولانِ بَعيدانِ ، وقال قتادة والطبري : الجواب مقدَّرٌ قَبْلَ « بل » ، وهذا هو الصحيحُ ، وتقديره : والقرآن ، ما الأَمْرُ كَما يَزْعُمُونَ ، ونَحْوُ هَذَا مِنَ التَّقْدِير ، فَتَدَبَّرْهُ ، وقال أبو حَيَّان : الجوابُ : إنك لمن المرسلين ، وهو ما أثْبَتَ جَوَاباً للقرآن حينَ أقْسَمَ بهِ ، انتهى ، وهو حَسَنُ ، قال أبو حيان : وقوله : { فِى عِزَّةٍ } هي قراءةُ الجمهور ، وعن الكسائي بالغين المعجمة والراء ، أي : في غَفْلَةٍ ، انتهى . والعِزَّةُ هنا : المُعَازَّةُ والمُغَالَبَةُ والشِّقَاقُ ونحوُهُ ، أيْ : هم في شِقٍّ ، والحَقُّ في شِقٍّ ، وكَمْ للتكثير ، وهي خَبَرٌ فِيه مثالٌ ووعيدٌ ، وهِي في مَوْضِعِ نَصْبٍ بـ { أَهْلَكْنَا } . وقوله : { فَنَادَواْ } معناهُ : مُسْتَغِيثين ، والمعنى : أنهم فَعلوا ذلك بعد المُعَايَنَةِ ، فَلَمْ ينْفعهم ذلك ؛ ولم يكُنْ في وَقْتِ نَفْعٍ ، { وَّلاَتَ } بمعنى : ليس ، وٱسْمُهَا مقدَّرٌ عند سِيبَوَيْهِ ، تقدِيره : وَلاَتَ الحِينُ حِينَ مَنَاصٍ ، والمَنَاصُ : المَفَرُّ ، ناصَ يَنُوصَ : إذا فَرَّ وَفَاتَ ، قالَ ابن عَبَّاس : المَعْنَىٰ : ليسَ بِحِينِ نَزْوٍ وَلاَ فِرَارٍ ضُبِطَ القوم ، والضميرُ في { وَعَجِبُواْ } لكفارِ قريشٍ .