Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 17-18)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَٱلَّذِينَ ٱجْتَنَبُواْ ٱلطَّـٰغُوتَ … } الآية ، قال ابن زيد : إن سببَ نزولِها زيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ وَسَلْمَانُ الفَارِسِيُّ وأبُو ذَرٍّ الغِفَارِيُّ ، والإشارةُ إليهم . * ت * : سُلَيْمَانُ إنما أسلم بالمدينةِ ، فَيَلْزَمُ عَلَىٰ هذا التأويلِ أن تكونَ الآيةُ مدنيةً ، وقال ابن إسْحَاق : الإشَارةُ بِها إلى عَبْدِ الرحمنِ بْنِ عَوْفٍ ، وسَعْدِ بْنِ أبي وَقَّاصٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ ، والزُّبَيْرِ ، وذَلك أنه لما أسْلم أَبو بَكْرٍ سَمِعُوا ذلك ؛ فَجَاؤُوهُ ، فقالوا : أَأَسْلَمْتَ ؟ قال : نَعَمْ ؛ وذَكَّرَهُمْ باللَّه سبحانه ، فآمَنُوا بأجمعهم ، فنزلَتْ فيهم هذه الآية ، وهي على كلِّ حالٍ عامَّةٌ في الناس إلى يوم القيامة يتناولُهُمْ حُكْمُهَا ، و { ٱلطَّـٰغُوتَ } : كلُّ ما عُبِدَ من دون اللَّه . وقوله سبحانه : { ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ } : كَلاَمٌ عامٌّ في جميع الأقوال ، والمَقْصِدُ الثناءُ على هؤلاءِ في نفوذِ بصائرهم ، وقوام نَظَرِهِم ، حتى إنهم إذا سمعوا قولاً مَيَّزوه واتبعوا أحْسَنه ، قال أبو حيَّان : { ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ } صفةٌ لـ { عِبَادِ } ، وقيلَ : الوَقْفُ على عباد ، { وَٱلَّذِينَ } مبتدأٌ خبرُهُ { أُوْلَـٰئِكَ } ومَا بَعْدَهُ ، انتهى .