Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 109-111)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { هَـٰأَنْتُمْ هَـٰؤُلآءِ } : خطابٌ للقوم الذين يَتَعَصَّبون لأَهْلِ الرَّيْبِ والمعاصِي ، ويندرجُ في طَيِّ هذا العمومِ أهْلُ النازلةِ ، وهو الأظهرُ عنْدِي ؛ بحُكْم التأكيدِ بهؤلاءِ ، وهِيَ إشارةٌ إلى حاضِرِينَ ، ومِن « مصابيح البَغَوِّي » عن أبي دَاوُدَ ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ، فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ ، وَمَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ ، وَهُوَ يَعْلَمُهُ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ ، حتَّىٰ يَنْزِعَ ، وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ ، أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الخَبَالِ ؛ حَتَّىٰ يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ " ، ويروَىٰ : " مَنْ أَعَانَ عَلَىٰ خُصُومَةٍ لاَ يَدْرِي أَحَقٌّ أَمْ بَاطِلٌ ، فَهُوَ فِي سَخَطِ اللَّهِ ؛ حَتَّىٰ يَنْزِعَ " انتهى . وقوله تعالى : { فَمَن يُجَـٰدِلُ ٱللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ … } الآية : وعيدٌ محْضٌ ، ولمَّا تمكَّن هذا الوعيدُ ، وقَضَتِ العقولُ بأنْ لا مجادِلَ للَّهِ سبحانَهُ ، ولا وَكِيلَ يقُومُ بأمْر العُصَاة عنده ، عَقَّبَ ذلك بهذا الرَّجَاء العظيمِ ، والمَهَلِ المنفسحِ ، فقال : { ومَنْ يعملْ سوءاً أو يظلمْ نَفْسَه … } الآية ، وباقي الآية بيِّن .