Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 112-113)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً } ، ذهب بعضُ النَّاسِ إلَىٰ أنهما لفظانِ بمعنًى ، كُرِّرَ ؛ لإختلافِ اللفْظِ ، وقال الطَّبَرِيُّ : إنما فَرَقَ بين الخطيئَةِ والإثْم ؛ لأنَّ الخطيئة تكُونُ عَنْ عَمْدٍ ، وعن غير عَمْدٍ ، والإثمُ لا يكُونُ إلا عَنْ عمد ، وهذه الآية لفظها عامٌّ ، ويندرجُ تحْتَ ذلك العمومِ أهْلُ النازلةِ المَذْكُورة ، وبَرِيءُ النَّازِلَةِ ، وهو لَبِيدٌ ، كما تقدَّم ، أيْ : ويتناولُ عمومُ الآية كلَّ بريءٍ . وقوله : { فَقَدِ ٱحْتَمَلَ بُهْتَـٰناً } : تشبيهٌ ، إذ الذنوبُ ثِقْلٌ ووِزْرٌ ، فهي كالمحمولاتِ ، و { بُهْتَـٰناً } : معناه : كَذِباً ، ثم وقَفَ اللَّه تعالَىٰ نبيَّه علَىٰ مقدارِ عِصْمَتِهِ له ، وأنها بفَضْل منه سُبْحَانه ورَحْمَتِهِ . وقوله تعالى : { لَهَمَّتْ } : معناه : لَجَعَلَتْهُ همَّها وشُغُلَها ، حتى تنفذه ؛ وهذا يدلُّ على أنَّ الألفاظ عامَّة في غير أهْل النَّازلة ، وإلاَّ فأهْلُ التعصُّب لبني أُبَيْرِقٍ قد وقَع هَمُّهم وثَبَت ، ثم أخبر تعالى أنهم لا يضلُّون إلاَّ أنفسهم ، وما يَضُرُّونَكَ مِنْ شيء ، قُلْتُ : ثم ذكر سبحانه ما أنعم بِهِ علَىٰ نبيه مِنْ إنزالِ الكتابِ ، والحِكْمَةِ ، وتعليمِهِ ما لم يكُنْ يعلم ، قال ابنُ العربيِّ في رحلته : ٱعْلَمْ أنَّ علومَ القُرآنِ ثلاثةُ أقْسَامٍ : تَوْحِيدٌ ، وتَذْكِيرٌ ، وأَحْكَامٌ ، وعلْم التذكيرِ هو معظم القُرآن ، فإنه مشتملٌ علَى الوَعْد والوَعِيدِ ، والخَوْف والرجاء ، والقُرَبِ وما يرتبط بها ، ويدْعو إليها ويكُونُ عنها ، وذلك معنًى تَتَّسِعُ أبوابه ، وتمتدُّ أطنابه . انتهى ، وباقِي الآيةِ وعْدٌ كريمٌ لنبيِّهِ ـــ عليه السلام ـــ ، وتقريرٌ نعمه لدَيْه سبحانه ، لا إله غيره .