Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 120-122)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ } ، أي : يعدُهُم بأباطِيلهِ من المالِ ، والجاهِ ، وأنْ لا بَعْثَ ، ولاَ عِقَابَ ، ونَحْوِ ذلك لكلِّ أحدٍ مَّا يليقُ بحاله ، ويمنِّيهم كذلك ، ثم ابتدأ سبحانه الخَبَرَ عن حقيقةِ ذَلِكَ ؛ بقوله : { وَمَا يَعِدُهُمْ ٱلشَّيْطَـٰنُ إِلاَّ غُرُوراً } ثم أخْبَرَ سبحانه بمَصِيرِ المتَّخِذِينَ الشَّيْطَان وَليًّا ، وتوعَّدهم بأنَّ مأُوَاهُمْ جهنَّم ، لا يدافِعُونها بِحِيلَةٍ ، ولا يتروَّغون ، و { مَحِيصاً } : مِنْ حَاصَ ؛ إذَا رَاغَ ونَفَرَ ؛ ومنه قولُ الشَّاعر : [ الطويل ] @ وَلَمْ نَدْرِ إنْ حِصْنَا مِنَ المَوْتِ حَيْصَةً كَمِ الْعُمْرُ بَاقٍ وَالْمَدَىٰ مُتَطَاوِلُ @@ ومنْه الحديثُ : " فَحَاصُوا حَيْصَةَ حُمُرِ الوَحْشِ " ، ولما ذكر سبحانه ما تقدَّم من الوعيد ، واقتضَىٰ ذلك التحذيرَ ، عقَّبَ ذلك عزَّ وجلَّ بالترغيبِ في ذِكْره حالةَ المُؤْمنين ، وأعْلَمَ بصحَّة وعده ، ثم قرَّر ذلك بالتَّوْقِيفِ علَيْه في قوله : { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً } ، والقيلُ والقَوْلُ واحدٌ ، ونصبه على التمييز .