Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 160-162)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { فَبِظُلْمٍ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَـٰتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ … } الآية : { فَبِظُلْمٍ } : معطوفٌ علَىٰ قوله سبحانه : { فَبِمَا نَقْضِهِم } [ النساء : 155 ] والطيِّباتُ هنا : هي الشُّحُوم ، وبعْضُ الذبائحِ ، والطَّيْرُ والحُوت ، وغَيْرُ ذلك ، وقرأ ابن عباسٍ : « طَيِّبَاتٍ كَانَتْ أُحِلَّتْ لَهُمْ » . { وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ كَثِيراً } : يحتملُ أن يريدَ صدَّهم في ذاتِهِمْ ، ويحتملُ أنْ يريد صدَّهم غيرهم ، { وَأَخْذِهِمُ ٱلرِّبَا } ، هو الدرهمُ بالدرهَمَيْنِ إلَىٰ أَجَلٍ ، ونحو ذلك ممَّا هو مَفْسَدَة ، وقد نُهُوا عنه ، ثم استثنَىٰ سبحانه الراسِخِينَ في العِلْمِ منهم ؛ كَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ ، ومُخَيْرِيقٍ ، ومَنْ جرَىٰ مَجْراهم . واختلف الناسُ في قوله سبحانه : { وَٱلْمُقِيمِينَ } ، وكيف خالَفَ إعرابُهَا إعرابَ ما تقدَّم وما تأخَّر . فقال بعضُ نحاة البَصْرة والكُوفة : إنما هذا مِنْ قَطْع النُّعُوت ، إذا كَثُرَتْ على النصْبِ بـ « أعْنِي » والرفعُ بعد ذلك بـ « هُمْ » ؛ وقال قومٌ : { وَٱلْمُقِيمِينَ } : عطْفٌ علَىٰ « ما » في قوله : { وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ } ، والمعنَىٰ : ويؤمنون بالمقيمينَ الصَّلاَة ، وهُمُ الملائكةُ ، أو مَنْ تقدَّم من الأنبياء ، وقال قومٌ : { وَٱلْمُقِيمِينَ } : عطْفٌ على الضمير في مِنْهُمْ ، وقال آخَرُونَ : بل على الكَافِ في قولهِ : { مِن قَبْلِكَ } . وزاد ص : { وَٱلْمُقِيمِينَ } منصوبٌ على المَدْحَ ، قال : وقرأ جماعةٌ : « والمقيمُونَ » انتهى .