Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 10-11)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُـمْ … } الآية ، رُوِي أنَّ هذه الحالَ تَكُونُ للكُفَّارِ عِنْدَ دخولِهِمُ النَّارَ ؛ فإنَّهم إذا دَخَلُوا فيها مَقَتُوا أَنْفُسَهُمْ وتُنَادِيهِمْ مَلاَئِكَةُ العَذَابِ عَلَىٰ جهة التوبيخِ : لَمَقْتُ اللَّهِ إيَّاكُمْ في الدُّنْيَا ؛ إذْ كُنْتُمْ تُدْعَوْنَ إلى الإيمانِ فتكفرونَ ، أكْبَرُ مِنْ مقتِكُمْ أنْفُسَكُمْ اليَوْمَ ، هذا هو معنى الآية ؛ وبه فسَّر مجاهد وقتادة وابن زيد ، واللامُ في قوله : { لَمَقْتُ } يحتملُ أنْ تكونَ لامَ ابتداءٍ ، ويحتملُ أن تكونَ لامَ قَسَمِ ، وهو أصوبُ ، و { أَكْبَرُ } خبر الابْتِدَاءِ ، وٱخْتُلِفَ في مَعْنَى قَوْلِهِم : { أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ … } الآية ، فقال ابن عبَّاس وغَيره : أرادوا مَوْتَةً كَوْنَهُمْ في الأَصْلاَبِ ، ثم إحياءَهم في الدنيا ، ثم إماتَتَهم الموتَ المعروفَ ، ثم إحياءَهم يوم القيَامَةِ ، وهي كالتي في سورة البقرة { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوٰتًا } [ البقرة : 28 ] الآية ، وقال السُّدِّيُّ : أرادوا أنه أحيَاهم في الدنيا ، ثم أماتهم ، ثم أحْياهم في القبر وقتَ السُّؤال ، ثم أماتَهم فيه ، ثم أحياهم في الحَشْر ، قال * ع * : هذا فيه الإحياءُ ثلاثَ مِرَارٍ ، والأول أثْبَتُ ، وهذه الآية متَّصلةُ المعنى بالتي قَبْلَهَا ، وبَعْدَ قولهم : { فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ } محذوفٌ يَدُلُّ عليه الظاهِرُ ، تقديرهُ . لا إسْعَافَ لِطَلبَتِكُمْ ، أو نَحْوَ هذا من الرَّدِّ .