Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 1-5)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { حـمۤ } : تقدَّم القولُ في الحُرُوفِ المقطَّعَةِ ، ويَخْتَصُّ هذا المَوْضِعُ بقولٍ آخرَ قاله الضَّحَّاكُ والكسائي ؛ أنَّ { حـمۤ } هِجَاءُ ( حُمَّ ) ـــ بضم الحاء وتشديد الميم المفتوحةِ ـــ ؛ كأنه يقولُ : حُمَّ الأَمْرُ وَوَقَعَ تنزيلُ الكِتَابِ مِنَ اللَّهِ ، وقال ابن عَبَّاسٍ : الر ، وحمۤ ، ونۤ ، هي حروفُ الرحمٰن مقطَّعةٌ في سُورٍ ، وسأَل أعرابيٌّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن حمۤ ما هو ؟ فقال : بَدْءُ أَسْمَاءٍ ، وَفَواتِحُ سُوَرٍ ، و { ذِى ٱلطَّوْلِ } معناه : ذي التَطَوُّلِ والمَنِّ بكلِّ نعمةٍ ، فَلاَ خَيْرَ إلاَّ مِنْهُ سبحانَهُ ، فَتَرَتَّبَ في هٰذِهِ الآيةِ وعيدٌ بَيْنَ وَعْدَيْنِ ، وهكذا رحمتُهُ سبحانه تَغْلِبُ غَضَبَهُ ، قال * ع * : سمعتُ هذه النَّزْعَةَ مِنْ أبي ـــ رحمه اللَّه ـــ وهُوَ نحوٌ مِنْ قَوْلِ عُمَرَ ـــ رضي اللَّه عنه ـــ : « لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ » * ت * : هو حديثٌ ، والطَّوْلُ : الإنْعَامُ ، وعبارةُ البخاريِّ : الطَّوْلُ : التَّفَضُّلُ ، وَحَكَى الثعلبيُّ عَنْ أَهْلِ الإشَارَةِ أنَّه تعالى : غافرُ الذَّنْبِ فَضْلاً ، وقابِلُ التَّوْبِ وَعْداً ، شَدِيدُ العقابِ عَدْلاً ، لا إلَهَ إلاَّ هو إليه المصيرُ فَرْداً ، وقال ابن عبَّاس : الطَّولُ : السَّعَةُ ، والغِنى ، وتقلب الذين كفروا في البلاد : عبارَةٌ عَنْ تَمَتُّعِهِمْ بالمَسَاكِنِ والمَزَارِعِ والأَسْفَارِ وغَيْرِ ذَلِكَ ، { وَهَمَّتْ كُـلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ } أي : لِيُهْلِكُوهُ ، كما قال تعالى : { فَأَخَذَتْهُمُ } ، والعربُ تقولُ لِلْقَتِيلِ : أُخِذَ ، ولِلأَسيرِ كَذَلِكَ ؛ قال قتادة : { لِيَأْخُذُوهُ } مَعْنَاهُ : لِيَقْتُلُوهُ ، و { لِيُدْحِضُواْ } معناهُ ليُزْلِقُوا ويَذْهَبُوا ، والمَدْحَضَةُ : المَزَلَّةُ ، والمَزْلَقَةُ . وقوله : { فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } : تَعْجِيبٌ وتعظيمٌ ، وليس باسْتفهامٍ عن كيفيَّة وقوع الأَمْرِ .