Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 33-35)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى ٱللَّهِ … } الآية ابتداءُ توصيةٍ لنبيِّه ـــ عليه السلام ـــ ، وهو لفظ يَعُمُّ كلَّ مَنْ دعا قديماً وحديثاً إلى اللَّه عزَّ وجلَّ من الأنبياء والمؤمنين ، والمعنى : لا أَحَدَ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ هذه حالُهُ ، وإلى العمومِ ذهب الحسن ومقاتلٌ وجماعةٌ ، وقيل : إنَّ الآية نزلَتْ في المُؤَذِّنينَ ، وهذا ضعيفٌ ؛ لأَنَّ الآية مَكِّيَّةٌ ، والأذانُ شُرِعَ بالمدينةِ ، قال أبو حَيّان : { وَلاَ ٱلسَّيِّئَةُ } « لا » زائدة للتوكيدِ ، انتهى . وقوله تعالى : { ٱدْفَعْ بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ } آية جَمَعَتْ مكارمَ الأخلاقِ وأنواعَ الحِلْمِ ، والمعنى : ٱدْفَعْ ما يعرض لك مع الناس في مخالطتهم بالفعلة أو بالسيرة التي هي أَحْسَنُ ، قال ابن عبَّاس : أمره اللَّه تعالَىٰ في هذه الآية بالصَّبْر عند الغَضَبِ ، وَالحِلْمِ عند الجَهْل ، والعَفْوِ عِنْدَ الإسَاءَةِ ، فإذا فعل المؤمنُونَ ذلك ، عَصَمَهُمُ اللَّه من الشيطان ، وخضع لهم عَدُوُّهم ، { كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ } البخاريُّ : « وليُّ حميم » أي : قريب ، انتهى ، ، وفسَّر مجاهدٌ وعطاءٌ هذه الآية بالسَّلاَمِ عند اللِّقاء ، قال * ع * : ولا شَكَّ أنَّ السلام هو مبدأُ الدَّفْعِ بالتي هي أحسن ، وهو جزء منه ، والضمير في قوله : { يُلَقَّاهَا } عائد على هذه الخُلُقِ التي يقتضيها قوله : { ٱدْفَعْ بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ } ، وقالت فرقة : المراد : وما يُلَقَّى « لاَ إلٰهَ إلاَّ اللَّهُ » ، وهذا تفسير لا يقتضيه اللفظ . وقوله سبحانه : { إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ } : مدح بليغ للصابرين ، وذلك بَيِّنٌ للمتأَمِّلِ ؛ لأنَّ الصَّبْرَ على الطاعات وعنِ الشهوات جامع لخصَالِ الْخَيْر كلِّها ، والحظُّ العظيمُ : يَحْتَمِلُ أن يريد من العقل والفضلِ ؛ فتكونَ الآية مدحاً لِلْمُتَّصِفِ بذلك ، ويحتمل أن يريد : ذو حظ عظيم من الجنة وثواب الآخرة ، فتكونَ الآية وعداً ، وبالجنة فسر قتادةُ الحَظَّ هنا .