Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 51-54)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلإِنْسَـٰنِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ … } الآية ، ذَكَرَ سبحانه الخُلُقَ الذميمة من الإنسان جملةً ، وهي في الكافر بَيِّنَةٌ متمكِّنة ، وأَمَّا المُؤْمِنُ ، ففي الأغلب يَشْكُرُ على النعمة ، وكثيراً ما يصبر عند الشدة ، و { نَأَىٰ } معناه : بَعُدَ ولم يَمِلْ إلَىٰ شُكْر ولا طَاعَةٍ . وقوله : { فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ } أي : وطويلٍ أيضاً ، وعبارةُ الثعلبيِّ : { عَرِيضٍ } أي : كثير ، والعربُ تستعملُ الطُّولَ والعَرْضَ كليهما في الكَثرة من الكلام ، انتهى . ثم أمر تعالى نبيَّهُ أنْ يوقِّف قريشاً على هذا الاحتجاج ، وموضع تغريرهم بأنفسهِم ، فقال : { قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ } ، وخالفتموه ألستم على هلكة ؟ فمن أَضَلَّ مِمَّنْ يبقى عَلَىٰ مِثْلِ هذا الغَرَرِ مَعَ اللَّهِ ؛ وهذا هو الشِّقَاقُ ؛ ثم وعد تعالى نَبِيَّهُ ـــ عليه السلام ـــ بأَنَّهُ سَيُرِي الكُفَّارَ آياته ، وٱخْتُلِفَ في معنى قوله سبحانه : { فِى ٱلأَفَاقِ وَفِى أَنفُسِهِمْ } فقال المِنْهَالُ والسُّدِّيُّ وجماعةٌ : هو وَعْدٌ بما يفتحه اللَّه علَىٰ رسوله من الأقطارِ حَوْلَ مَكَّةَ ، وفي غيرِ ذَلِكَ مِنَ الأَرْضِ ؛ كخَيْبَرَ ونحوها { وَفِى أَنفُسِهِمْ } : أراد به فَتْحَ مَكَّةَ ؛ قال * ع * : وهذا تأويلٌ حَسَنٌ ، يتضمَّن الإعلام بِغَيْبٍ ظَهَرَ بَعْدَ ذلك ، وقال قتادةُ والضَّحَّاكُ { سَنُرِيهِمْ ءَايَـٰتِنَا فِى ٱلأَفَاقِ } : هو ما أصاب الأُمَمَ المُكَذِّبَةَ في أقطار الأرض قديماً ، { وَفِى أَنفُسِهِمْ } : يوم بدر ، والتأويلُ الأَوَّلُ أرْجَحُ ، واللَّه أعلم ، والضمير في قوله تعالى : { أَنَّهُ ٱلْحَقُّ } عائد على الشرع والقرآن فبإظهار اللَّهِ نَبِيَّهُ وفتحِ البلاد عليه يتبيَّن لهم أَنَّه الحَقُّ . وقوله : { بِرَبِّكَ } قال أبو حَيَّان : الباء زائدة ، وهو فاعل { يَكْفِّ } أي : أو لَمْ يَكْفِهِمْ رَبُّكَ ، انتهى ، وباقي الآية بَيِّنٌ .