Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 1-5)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { حـمۤ عۤسۤقۤ } قال الثعلبيُّ : قال ابن عباس : إنَّ { حـمۤ عۤسۤقۤ } هذه الحروف بأعيانِهَا نزلَتْ في كُلَّ كُتُبِ اللَّهِ المُنَزَّلَةِ علَىٰ كُلِّ نَبِيٍّ أُنْزِلَ عليه كتاب ؛ ولذلك قال تعالى : { كَذَلِكَ يُوحِى إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ } ، وقرأ الجمهور : { يُوحِى } بإسناد الفعل إلى اللَّه تعالى ، وقرأ ابن كثير وحده : « يوحَى » ـــ بفتح الحاء ـــ على بناء الفعل لِلْمَفْعُولِ ، والتقدير : يُوحِي إليكَ القرآنَ . وقوله تعالى : { وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ } : يريدُ من الأنبياءِ الذين نَزَلَ عليهم الكتابُ ، وقرأ نافع والكسائيُّ « يَتَفَطَّرْنَ » ، وقرأ أبو عمرو ، وعاصم : « يَنْفَطِرْنَ » والمعنى فيهما : يتصدَّعْنَ ويتشقَّقْنَ ، خضوعاً وخشيةً من اللَّه تعالى ، وتعظيماً وطاعةً . وقوله : { مِن فَوْقِهِنَّ } أي : من أعلاهن ، وقال الأخفشُ ، عليُّ بْنُ سُلَيْمَان : الضمير في { مِن فَوْقِهِنَّ } للكُفَّار ، أي : من فوق الجماعاتِ الكافرةِ والفِرَقِ المُلْحِدَةِ مِنْ أجْلِ أقوالها تَكادُ السَّمٰواتُ يتفطَّرْنَ ، فهذه الآية على هذا كالتي في « كۤهيعۤصۤ » : { تَكَادُ ٱلسَّمَـٰوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ } [ مريم : 90 ] الآية ، وقالت فرقة : معناه : من فوق الأرضين ، إذْ قد جَرَىٰ ذِكْرُ الأرض . وقوله تعالى : { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِى ٱلأَرْضِ } قالَتْ فرقةٌ : هذا منسوخٌ بقوله تعالى : { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ } [ غافر : 7 ] قال * ع * : وهذا قولٌ ضعيفٌ ، لأَنَّ النَّسْخ في الأخبار لاَ يُتَصَوَّرُ ، وقال السَّدِّيُّ ما معناه : إنَّ ظاهر الآية العمومُ ، ومعناها الخصوصُ في المؤمنين ، فكأنَّه قال : ويستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين ، وقالت فرقة : بل هِيَ علَىٰ عمومها : لكنَّ استغفارَ الملائكة ليس بطَلَبِ غفرانٍ للكفرة مَعَ بقائهم على كُفْرهم ، وإنَّما استغفارهم لهم بمعنى طلب الهداية التي تُؤَدِّي إلى الغفران لهم ، وتأويل السُّدِّيِّ أرجحُ .