Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 52-56)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله : { أَمْ أَنَا خَيْرٌ } قال سِيبَوَيْهِ : « أَمْ » هذه المعادلةُ ، والمعنى : أفأنتم لا تبصرون ؟ أم تبصرون ، وقالت فرقة : « أم » بمعنى « بل » ، وقرأ بعض الناس : « أَمَا أَنَا خَيْرٌ » حكاه الفَرَّاءُ ، وفي مصحف أُبَيِّ بن كعب : « أَمْ أَنا خَيْرٌ أَمْ هَذَا » و { مُّهِينٌ } معناه : ضعيف ، { وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ } إشارةٌ إلى ما بقي في لسان موسَىٰ من أَثَرِ الجَمْرَة ، وكانت أحدثَتْ في لسانه عُقْدَةً ، فَلَمَّا دعا في أَنْ تُحَلَّ لِيُفْقَهَ قولُهُ ، أُجِيبَتْ دَعْوَتُهُ ، لكِنَّهُ بقي أثرٌ كان البيانُ يقع معه ، فَعَيَّرَهُ فرعونُ به . وقوله : { وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ } يقتضى أَنَّه كان يُبِين . وقوله : { فَلَوْلاَ أُلْقِىَ عَلَيْهِ } : يريد من السماء ، على معنى التكرمة ، وقرأ الجمهور : « أَسَاوِرَةٌ » وقرأ حفص عن عاصم : « أَسْوِرَةٌ » وهو ما يجعل في الذِّرَاعِ من الحلي ، وكانت عادة الرجال يومئذ لُبْسَ ذلك والتَّزَيُّنَ به . * ت * : وذكر بعض المفسرين عن مجاهد أَنَّهم كانوا إذا سَوَّدُوا رجلاً سَوَّرُوهُ بِسِوَارٍ ، وَطَوَّقُوهُ بِطَوْقٍ من ذهب ؛ علامةً لسيادته ، فقال فرعون : هلا ألقى رَبُّ موسَىٰ على موسَىٰ أساورةً من ذهب ، أو جاء معه الملائكةُ مقترنين مُتَتَابعين ، يُقَارِنُ بعضُهُمْ بَعْضاً ، يمشون معه شاهدين له ، انتهى ، وقال * ع * : قوله : { مُقْتَرِنِينَ } : أي : يحمونه ، ويشهدون له ، ويقيمون حُجَّتَهُ . * ت * : وما تقدَّم لغيره أحسنُ ، ولا يُشَكُّ أنْ فرعونَ شَاهَدَ مِنْ حماية اللَّه لموسَىٰ أموراً لم يَبْقَ معه شَكٌّ في أنَّ اللَّه قَدْ مَنَعَهُ منه . وقوله سبحانه : { ءَاسَفُونَا } معناه : أغضبونا بلاَ خِلاَفٍ . وقوله : { فَجَعَلْنَـٰهُمْ سَلَفاً } « السلف » : الفارط المُتَقَدِّمُ ، أي : جعلناهم متقدِّمين في الهلاك ؛ لِيَتَّعِظَ بهم مَنْ بعدهم إلى يوم القيامة ، وقال البخاريُّ : قال قتادةُ : { وَمَثَلاً لِّلأَخِرِينَ } عِظَةً ، انتهى .