Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 78-83)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { لَقَدْ جِئْنَـٰكُم } يحتملُ أنْ يكونَ مِنْ تَمَامِ قول مالِكٍ لهم ، ويحتمل أنْ يكون من قول اللَّه تعالى لقريشٍ ، فيكونُ فيه تخويفٌ فصيحٌ بمعنى : انظروا كيف يكون حالكم ؟ ! . وقوله تعالى : { أَمْ أَبْرَمُواْ أَمْراً } أي : أحكموا أمراً في المكر بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم { فَإِنَّا مُبْرِمُونَ } أي : مُحْكِمُون أمراً في نَصْرِهِ ومجازاتهم ، والمراد بـ « الرسل » هنا : الحَفَظَةُ من الملائكة يكتبون أعمال العباد ، وتَعُدُّ للجزاء يوم القيامة . « واخْتُلِفَ في قوله تعالى : { قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَـٰبِدِينَ } فقال مجاهد : المعنى إنْ كان للَّه ولد في قولكم ، فأنا أَوَّل مَنْ عَبَدَ اللَّه وَوَحَّدَهُ وكَذَّبكم ، وقال ابن زيد وغيره : « إن » : نافية بمعنى « ما » ؛ فكأَنَّه قال : قل ما كان للرحمن ولد ، وهنا هو الوقف على هذا التأويل ، ثم يبتدىء قوله : { فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَـٰبِدِينَ } قَال أبو حاتم قالت فرقةٌ : العابِدُونَ في الآية : مِنْ عَبِدَ الرجلُ : إذا أَنِفَ وأنكر ، والمعنى : إنْ كان للرحمن ولد في قولكم ، فأنا أَوَّلُ الآنفين المُنْكِرِينَ لذلك ، وقرأ أبو عبد الرحمن : « فَأَنَا أَوَّلُ الْعَبِدِينَ » قال أبو حاتم : العَبِدُ ـــ بكسر الباء ـــ : الشَّدِيدُ الغضب ، وقال أبو عُبَيْدَةَ : معناه : أول الجاحدين ، والعَرَبُ تقولُ : عَبَدَني حَقِّي ، أي : جَحَدَنِي ، وباقي الآية تنزيه للَّه سبحانه ، ووعيد للكافرين ، و { يَوْمَهُمُ ٱلَّذِى يُوعَدُونَ } هو يوم القيامة ، هذا قول الجمهور ، وقال عِكْرَمَةُ وغيره : هو يوم بَدْرٍ .