Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 84-87)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله جَلَّتْ عظمته : { وَهُوَ ٱلَّذِى فِى ٱلسَّماءِ إِلَـٰهٌ … } الآية ، آيةُ تعظيمٍ وإخبارٍ بأُلُوهِيَّتِهِ سبحانه ، أي : هو النافذ أَمْرُهُ في كُلِّ شيء ، وقرأ عمر بن الخَطَّاب ، وأُبَيٌّ ، وابنِ مسعود ، وغيرهم : « وَهُوَ الَّذِي في السَّمَاءِ اللَّهُ وَفي الأَرْضِ اللَّهُ » وباقي الآية بَيِّنٌ ، ثم [ أَعْلَمَ سبحانه ] أَنَّ مَنْ عُبِدَ من دون اللَّه لا يملك شفاعةً يَوْمَ القيامة ، إلاَّ مَنْ شَهِدَ بالحق ، وهم الملائكة ، وعيسى وعُزَيْرٌ ؛ فإنَّهُمْ يملكون الشفاعة ؛ بأنْ يُمَلِّكُها اللَّه إيَّاهم ؛ إذ هم مِمَّنْ شَهِدَ بالحقِّ ، وهم يعلمونه ، فالاستثناء على هذا التأويل مُتَّصِلٌ ، وهو تأويل قتادة ، وقال مجاهد وغيره : الاستثناء في المشفوع فيهم ، فكأَنَّه قال : لا يشفع هؤلاءِ الملائكةُ ، وعيسى ، وعُزَيْرٌ إلاَّ فيمن شَهِدَ بالحق ، أي : بالتوحيد فآمن على عِلْمٍ وبَصِيرةٍ ، فالاستثناء على هذا التأويل مُنْفَصِلٌ ، كأَنَّه قال : لكن مَنْ شَهِدَ بالحَقِّ ؛ فيشفع فيهم هؤلاءِ ، والتأويل الأَوَّلُ أصوب ، وقرأ الجمهور : « وَقِيلَهُ » بالنصب ، وهو مصدر ؛ كالقَوْلِ ، والضَّمِيرُ فيه لِنَبِيِّنا محمَّد صلى الله عليه وسلم ، واخْتُلِفَ في الناصب له ، فقالت فرقة : هو معطوف على قوله : { سِرَّهُمْ وَنَجْوٰهُم } ولفظ البخاريِّ { وَقِيلِهِ يٰرَبِّ } : تفسيرُهُ : أيحسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهم ونَجْوَاهُمْ [ و ] لا نَسْمَعُ قِيلَهُ يا رَبِّ ، انتهى ، ، وقيل : العامل فيه { يَكْتُبُونَ } ونزل قوله تعالى : { وَقِيلِهِ يَٰرَبِّ } بمنزلة شَكْوَىٰ محمَّد ـــ عليه السلام ـــ واستغاثَتِهِ مِنْ كُفْرِهِمْ وعُتُوِّهم ، وقرأ حمزةُ وعاصمٌ : « وَقِيلِهِ » بالخفض ؛ عطفاً على الساعة . وقوله سبحانه : { فَٱصْفَحْ عَنْهُمْ } : مُوَادَعَةٌ منسوخةٌ { وَقُلْ سَلَـٰمٌ } تقديره : أَمْرِي سلامٌ ، أيْ : مسالمة { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } .