Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 11-13)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { هَـٰذَا هُدًى } إشارة إلى القرآن . وقوله : { لَهُمْ عَذَابٌ } بمنزلة قولك : لهم حَظٌّ ، فَمِنْ هذه الجهةِ ومِنْ جِهَةِ تَغَايُرِ اللفظَيْنِ حَسُنَ قوله : { عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ } ، إذ الرِّجْزُ هو العذابُ . وقوله : { لِتَجْرِىَ ٱلْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ } أَقَامَ القُدْرَةَ والإذْنَ مُنَابَ أَنْ يَأْمُرَ البَحْرَ والنَّاسَ بذلك ، وقرأ مَسْلَمَةُ بْنُ مُحَارِبٍ : « جَمِيعاً مِنْه » بضم التاء ، وقرأ أيضاً : « جَمِيعاً مَنُّهُ » [ بفتح الميم وشد النون والهاء ] وقرأ ابن عباس : « مِنَّةً » بالنصب على المصدر . وقوله تعالى : { إِنَّ فِى ذٰلِكَ لآيَـٰتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } قال الغَزَّاليُّ في « الإحياء » : الْفِكْرُ والذِّكْرُ أعلَىٰ مقامَاتِ الصالحين ، وقال ـــ رحمه اللَّه ـــ : اعلم أَنَّ الناظرين بِأنوار البصيرة عَلِمُوا أنْ لا نجاةَ إلاَّ في لقاء اللَّه عزَّ وجلَّ ، وأَنَّه لا سبيل إلى اللقاء إلاَّ بأَنْ يَمُوتَ العبد مُحِبًّا للَّه تعالَىٰ ، وعارِفاً به ، وأَنَّ المحبَّةَ والأُنْسَ لا يتحصَّلانِ إلاَّ بدوامِ ذِكْرِ المحبوب ، وأَنَّ المعرفة لا تحصل إلاَّ بدوام الفِكْرِ ، ولن يتيسَّر دوامُ الذِّكْرِ والفِكْر إلاَّ بوداع الدنيا وشهواتها وٱلاجتزاءِ منها بقَدْرِ البُلْغَةِ والضَّرُورَةِ ، ، ثم قال : والقرآنُ جامعٌ لفَضْلِ الذِّكْرِ والفِكْرِ والدُّعَاءِ مَهْمَا كان بِتَدَبُّرٍ ، انتهى .