Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 45, Ayat: 25-29)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتُنَا بَيِّنَاتٍ } يعني : قريشاً ، { مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱئْتُواْ بِـئَابَائِنَا } أي : يا محمَّد ، أَحْيِ لنا قُصَيًّا حَتَّىٰ نَسْأَلَهُ ، إلَىٰ غَيْرِ ذلك من هذا النحو ، فنزلت الآية في ذلك ، ومعنى { إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } أي : في قولكُمْ أَنَّا نُبْعَثُ بعد الموت . ثم أمر اللَّه تعالى نَبِيَّه أنْ يخبرَهم بالحال السابقة في علم اللَّه التي لا تُبَدَّلُ بأَنَّه يحيي الخلق ثم يميتهم … إلى آخر الآية ، ، وباقي الآية بَيِّنٌ . و { ٱلْمُبْطِلُونَ } : الداخلون في الباطل . وقوله سبحانه : { وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً } هذا وصفُ حالِ القيامة وهولها ، والأُمَّةُ : الجماعة العظيمة من الناس ، وقال مجاهد : الأُمَّةُ : الواحد من الناس ؛ قال * ع * : وهذا قلق في اللغة ، وإنْ قيل في إبراهيمَ « أُمَّة » وفي قُسِّ بْنِ سَاعِدَةَ ، فذلك تَجوُّزٌ على جهة التشريف والتشبيه ، و { جَاثِيَةً } معناه : على الرُّكَب ؛ قاله مجاهد وغيره ، وهي هَيْئَة المُذْنِبِ الخَائِفِ ، وقال سُلَيْمَانُ : في القيامة ساعَةٌ قَدْرُ عَشْرِ سنين ، يَخِرُّ الجميعُ فيها جُثَاةً على الرُّكَبِ . وقوله : { كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَـٰبِهَا } قالت فرقة : معناه : إلَىٰ كتابها المُنَزَّلِ عليها ، فَتُحَالكَمُ إِليه ، هل وافقته أو خالفته ؟ وقالت فرقة : أراد إِلَىٰ كتابها الذي كتبته الحَفَظَةُ علَىٰ كل واحد من الأُمَّةِ . وقوله سبحانه : { هَـٰذَا كِتَـٰبُنَا } يحتمل أنْ تكون الإشارة إلى الكتب المُنَزَّلَةِ ، أو إلى اللوح المحفوظ أو إلى كُتُبِ الحَفَظَةِ ؛ وقال ابن قُتَيْبَةَ : إلى القرآن . وقوله سبحانه : { إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } قال الحَسَنُ : هو كُتُبُ الحَفَظَةِ على بني آدمَ ، وروى ابن عباس وغيره حديثاً ؛ أَنَّ اللَّه تَعالى يَأْمُرُ بِعَرْضِ أَعْمَالِ الْعِبَادِ كُلَّ يَوْمِ خَمِيسٍ ، فَيُنْقَلُ مِنَ الصُّحُفِ الَّتِي كَانَتْ تَرَفَعُ الحَفَظَةَ ـــ كُلُّ مَا هُوَ مُعَدٌّ أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ ثَوَابٌ أَوْ عِقَابٌ ، وَيُلْغَى البَاقِي ؛ فهَذَا هُوَ النَّسْخُ من أَصْلٍ .