Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 13-15)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِىَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ } يعني : مَكَّة { ٱلَّتِى أَخْرَجَتْكَ } معناه : وَقْتَ الهِجْرَةِ ، ويقال : إنَّ هذه الآيةَ نزلَتْ إثْرَ خُرُوجِ النَّبِيِّ ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ من مَكَّةَ ، وقيل غَيْرُ هذا . وقوله سبحانه : { أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ … } الآية ، توقيفٌ وتقريرٌ ، وهي معادلةٌ بين هذَيْن الفريقَيْن ، اللفظ عامٌّ لأهل هاتين الصفتين غابرَ الدَّهْرِ ، و { عَلَىٰ بَيِّنَةٍ } أي : على يقين وطريق واضحةٍ وعقيدة نَيِّرَةٍ بَيِّنَةٍ . وقوله سبحانه : { مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ … } الآية ، قال النَّضْرُ بن شُمَيْلٍ وغيره { مَثَلُ } معناه : صفةٌ ؛ كأَنَّهُ قال : صفة الجنة : ما تسمَعُونَ فيها كذا وكذا . وقوله : { فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ } معناه : غيرُ مُتَغَيِّرٍ ؛ قاله ابن عباس وقتادة ، وسواءٌ أنتن أو لم يُنْتِنْ . وقوله في اللبن : { لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ } : نَفْيٌ لجميعِ وجوهِ الفَسَادِ فيه . وقوله : { لَذَّةٍ لِّلشَّـٰرِبِينَ } جمعتْ طِيبَ الطَّعْمِ وَزَوالَ الآفاتِ من الصُّدَاعِ وغيره ، وتصفيةُ العَسَلِ مُذْهِبَةٌ لمومه وَضَرَره . * ت * : ورُوِّينَا في كتاب التِّرْمِذِيِّ عن حَكِيمِ بن مُعَاوِيَةَ عنِ أبيه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ في الجَنَّةِ بَحْرَ المَاءِ ، وَبَحْرَ الْعَسَلِ ، وَبَحْرَ اللَّبَنِ ، وَبَحْرَ الخَمْرِ ، ثُمَّ تَشَقَّقُ الأَنْهَارُ بَعْدُ " قال أبو عيسَىٰ : هذا حديث حسنٌ صحيحٌ ، انتهى . وقوله : { وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرٰتِ } أي : من هذه الأنواع لكنها بعيدة الشبه ؛ تلك لا عَيْبَ فيها ولا تَعَبَ . وقوله : { وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ } معناه : وتنعيمٌ أعطته المغفرةُ وَسَّبَّبَتْهُ ، وإلاَّ فالمغفرة إنَّما هي قبل دخول الجَنَّةِ . وقوله سبحانه : { كَمَنْ هُوَ خَـٰلِدٌ فِى ٱلنَّارِ … } الآية ، قبله محذوفٌ ، تقديره : أَسُكَّانُ هذه ، أو تقديره : أهؤلاءِ المتقون كَمَنْ هو خالد في النار .