Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 1-3)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزَّ وجلَّ : { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَـٰلَهُمْ } { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } : إشارةٌ إلَىٰ أَهْلِ مَكَّةَ الذين أَخْرَجُوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم . وقوله : { وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ … } الآية : إشارةٌ إلى الأنصار الذين آووا ، ونصروا ، وفي الطائفتين نزلتِ الآيتان ؛ قاله ابن عباس ومجاهد ، ثم هي بَعْدُ تَعُمّ كُلَّ مَنْ دخل تحت ألفاظها . وقوله : { أَضَلَّ أَعْمَـٰلَهُمْ } أيْ : أَتْلَفَهَا ، ولم يجعلْ لها نَفْعاً . * ت * : وقد ذكَرْنا في سورة « الصف » أنَّ اسم محمد صلى الله عليه وسلم لم يَتَسَمَّ به أحدٌ قبله إلاَّ قَوْمٌ قليلُونَ ، رجاءَ أَنْ تكونَ النُّبُوَّةُ في أبنائهم ، واللَّهُ أَعْلَمُ حيثُ يَجْعَلُ رسالاته ، قال ابن القَطَّانِ : وعن خَلِيفَةَ وَالِدِ أَبِي سُوَيْدٍ قال : سألْتُ محمَّدَ بْنَ عَدِيِّ بن أبي رَبِيعَةَ : كيف سَمَّاكَ أبوك محمَّداً ؟ قال : سأَلتُ أبي عَمَّا سَأَلْتَنِي عَنْهُ ، فقال لي : كُنْتَ رَابِعَ أربعةٍ من بني غَنْمٍ أنا فيهم ، وسفيانُ بْنُ مُجَاشِعِ بْنِ جَرِيرٍ ، وأُمَامَةُ بْنُ هِنْدِ بْنِ خِنْدِف . ويزيدُ بنُ رَبِيعَةَ ، فخرجْنا في سَفْرَةٍ نُرِيدُ ابنَ جَفْنَةَ مَلِكَ غَسَّانَ ، فلما شارفنا الشام ، نزلنا على غَدِيرٍ فيه شجراتٌ ، وقُرْبَهُ شَخْصٌ نائمٌ ، فتحدَّثْنَا فٱستمعَ كلاَمَنَا ، فَأَشْرَفَ علَيْنَا ، فقال : إنَّ هذه لُغَةٌ ، ما هي لغة هذه البلاد ، فقلنا : نَحْنُ قومٌ من مُضَرَ ، فقال : مِنْ أَيَّ المُضَرِيِّينَ ؟ قلنا : من خِنْدِف ، قال : إنَّهُ يُبْعَثُ فيكم خاتَمُ النبيِّين ، فَسَارِعُوا إلَيْه ، وخُذُوا بحظِّكُمْ منه تَرْشُدُوا ، قلنا : ما ٱسْمُه ؟ قال : محمَّد ، فَرَجَعْنَا ، فَوُلِدَ لِكُلِّ واحدٍ مِنَّا ابْنٌ سَمَّاه محمَّداً ، وذكره المدائنيُّ ، انتهى . وقوله تعالى في المؤمنين : { وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ } قال قتادة : معناه : حالهم ، وقال ابن عباس : شأنهم . وتحريرُ التفسيرِ في اللفظة أَنَّها بمعنى الفِكْرِ والموضعِ الذي فيه نظرُ الإنْسَانِ ، وهو القلب ، فإذا صَلُحَ ذلك منه ، فقد صَلُحَ حالُهُ ، فكأَنَّ اللفظة مُشِيرَةٌ إلى صلاح عقيدتهم ، وغيرُ ذلك من الحال تَابِعٌ ، فقولك : خَطَرَ في بالي كذا ، وقولك : أصْلَحَ اللَّهُ بَالَكَ : المرادُ بهما واحدٌ ؛ ذكره المُبَرِّدُ ، ، والبَالُ : مصدر كالحال والشأن ، ولا يُسْتَعْمَلُ منه فِعْلٌ ، وكذلك عُرْفُهُ لا يُثَنَّىٰ ولا يُجْمَعُ ، وقد جاء مجموعاً شاذًّا في قولهم : « بَالاَت » . و { ٱلْبَـٰطِلَ } هنا : الشيطانُ ، وكُلُّ ما يأمر به ؛ قاله مجاهد ، و { ٱلْحَقَّ } هنا : الشَّرْعُ ومحمَّد ـــ عليه السلام ـــ . وقوله : { كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ } : الإشارة إلى الأتباع المذكورينَ من الفريقَيْنِ .