Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 36-38)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { إِنَّمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ } تحقير لأمر الدنيا . وقوله : { وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ } معناه : هذا هو المطلوب منكم ، لا غيره ؛ لا تُسْأَلُون أموالكم ، ثم قال سبحانهُ مُنَبِّهاً على خُلق ابن آدم : { إِن يَسْـئَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُواْ } والإحفاء هو أشدُّ السؤال ، وهو الذي يَسْتَخْرِجُ ما عند المسؤول كرهاً . * ت * : وقال الثعلبيُّ : « فيحفكم » أي : يجهدكم ويلحف عليكم . وقوله : « تبخلوا » جزماً على جواب الشرط « ويخرج أضغانكم » أي : يخرج اللَّه أضغانكم ، وقرأ يعقوب : « وَنُخْرِجْ » بالنون ، والأضغان : مُعْتَقَدَاتُ السوء ، وهو الذي كان يخاف أنْ يعترِيَ المسلمين ، ثم وقف اللَّه تعالى عباده المؤمنين على جهة التوبيخ لبعضهم بقوله : { هَـأَنْتُمْ هَـؤُلاءِ } وكرر « هاء » التنبيه ؛ تأكيداً . وقوله تعالى : { وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ } أي : بالثواب { وَٱللَّهُ ٱلْغَنِىُّ } أي : عن صدقاتكم { وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَاءُ } إلى ثوابها . * ت * : هذا لفظ الثعلبيِّ ، قال * ع * : يقال : بَخِلْتُ عليك بكذا ، وبخلت عنك بمعنى أمسكت عنك ، وروى التِّرْمِذِيُّ عن أبي هريرةَ عن النَّبِيِّ ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ قال : " السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ ، قَرِيبٌ مِنَ الجَنَّةِ ، قَرِيبٌ مِنْ النَّاسِ ، بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ ، وَالْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ ، بَعِيدٌ مِنَ الجَنَّةِ ، بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ ، قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ ، وَلَجَاهِلٌ سَخِيٌّ أَحَبُّ إلَى اللَّهِ مِنْ عَابِدٍ بَخِيلٍ " ، قال أبو عيسى : هذا حديث حسن . غريب ، انتهى . وقوله سبحانه : { وَإنْ تَتَولَّوا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ } قالت فرقة : هذا الخطاب لجميعِ المسلمين والمشركين والعرب حينئذٍ ، والقوم الغير هم فارس ، وروى أبو هريرةَ أَنَّ النبيَّ ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ سُئِلَ عَنْ هٰذَا وَكَانَ سَلْمَانُ إلَى جَنْبِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَقَالَ : " قَوْمُ هَذَا ؛ لَوْ كَانَ الدِّينُ في الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ " . وقوله سبحانه : { ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ } معناه : في الخلاف والتوَلى والبُخْلِ بالأموال ونحوِ هذا ، وحكى الثعلبيُّ قولاً أَنَّ القوم الغير هم الملائكة . * ت * : وليس لأحد مع الحديث : إذا صَحَّ نظر ، ولولا الحديثُ لاحتمل أن يكون الغير ما يأتي من الخَلَفِ بعد ذهاب السَّلَفِ ، على ما ذكر في غير هذا الموضع .