Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 33-35)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُواْ أَعْمَـٰلَكُمْ } رَوِيَ أَنَّ هذه الآية نزلت في بني أَسَدٍ من العرب ، وذلك أَنَّهم أسلموا ، وقالوا للنبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ : نحن آثرناك على كُلِّ شيء ، وجئناك بأنفسنا وأهلينا ، كأَنَّهم يمنُّون بذلك ، فنزل فيهم : { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ … } الآية ، ونزلت فيهم هذه الآية وظاهر الآية العموم . وقوله سبحانه : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ مَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ … } الآية ، " رُوِيَ أَنَّها نزلت بسبب أَنَّ عديَّ بن حاتم قال : يا رسول اللَّه ، إنَّ حَاتِماً كَانَتْ لَهُ أَفْعَالُ بِرٍّ فَمَا حَالُهُ ؟ فقال النَّبِيُّ ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ : هُوَ في النَّارِ فَبَكَى عَدِيُّ ، وَوَلَّى فَدَعَاهُ النَّبِيُّ ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ فَقَالَ لَهُ : « أَبي وَأَبُوكَ وَأَبُو إبْراهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمٰنِ في النَّارِ » " ونزلت هذه الآية في ذلك ، وظاهر الآية العموم في كُلِّ ما تناوَلته الصفة . وقوله سبحانه : { فَلاَ تَهِنُواْ } معناه : لا تَضْعُفُوا { وَتَدْعُواْ إِلَى ٱلسَّلْمِ } أي : إلى المسالمة ، وقال قتادة : معنى الآية : لا تكونوا أُولَى الطائفتين ضَرَعَتْ للأخرَى : قال * ع * وهذا حَسَنٌ مُلْتئِمٌ مع قوله تعالى : { وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا } [ الأنفال : 61 ] . { وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ } : في موضع الحال ، المعنى : فلا تَهِنُوا وأنتم في هذه الحال ، ويحتمل أنْ يكون إخباراً بمغيب أبرزه الوجودُ بعد ذلك ، والأعلون : معناه الغالبون والظاهرون من العُلُوِّ . وقوله : { وَٱللَّهُ مَعَكُمْ } معناه : بنصره ومَعُونَتِهِ وَيتِرُ معناهُ : يُنْقِصُ ويُذْهِبُ ، والمعنى : لن يَترِكم ثوابَ أعمالكم .