Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 10-10)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ } : يريد في بيعة الرضوان ، وهي بيعة الشجرة ، حين أخذ رسول اللَّه ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ الأهبة لقتال قريش ، لِمَا بَلَغَهُ قتل عثمانَ بن عفانَ ، رسولِهِ إليهم ، وذلك قبل أن ينصرفَ من الحُدَيْبِيَّةِ ، وكان في ألف وأربعمائة ، وبايعهم ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ على الصبر المتناهي في قتال العَدُوّ إلى أقصى الجهد حتى قال سَلَمَةُ بن الأكوع وغيره : بايعنا رسولَ اللَّه ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ على الموت ، وقال عبد اللَّه بن عمر ، وجابر بن عبد اللَّه : بايعنا رسول اللَّه ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ على أَلاَّ نَفِرّ ، والمبايعة في هذه الآية مُفَاعَلَةٌ من البيع ؛ لأنَّ اللَّه تعالى اشترى منهم أنفسهم وأموالهم بأَنَّ لهم الجنة ، ومعنى { إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ } أَنَّ صفقتهم إنما يمضيها ويمنح الثمن اللَّه تعالى . * ت * : وهذا تفسير لا يَمَسُّ الآية ، ولا بُدَّ ، وقال الثعلبيُّ : « إنما يبايعون اللَّه » أي : أخذك البيعة عليهم عقد اللَّه عليهم ، انتهى ، وهذا تفسير حسن . وقوله تعالى : { يَدُ ٱللَّهِ } قال جمهور المتأولين : اليد بمعنى النعمة ، إذْ نعمة اللَّه في نفس هذه المبايعة لما يستقبل من محاسنها « فَوْقَ أَيْدِيهِمْ » : التي مَدُّوها لبيعتك ، وقيل : المعنى : قُوَّةُ اللَّه فوقَ قُوَاهُمْ في نصرك . * ت * : وقال الثعلبيُّ : « يد اللَّه فوق أيديهم » أي : بالوفاء والعهد ، وقيل : بالثواب ، وقيل : « يد اللَّه » : في المِنَّةِ عليهم « فوق أيديهم » : في الطاعة عند المبايعة ، وهذا حَسَنٌ قريب من الأول . وقوله تعالى : { فَمَن نَّكَثَ } أي : فَمَنْ نقض هذا العهد ، فإنما يجني على نفسه ومَنْ أَوفى بما عاهد عليه اللَّهَ فسنؤتيه أجراً عظيماً ، وهو الجنة .