Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 49, Ayat: 4-8)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { إَنَّ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ ٱلْحُجُرٰتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } نزلت في وفد بني تميم وقولِهِمْ : يا محمدُ ، اخرج إلينا ، يا محمد ، اخرج إلينا ، وفي مصحف ابن مسعود : « أَكْثَرُهُمْ بَنُو تَمِيمٍ لاَ يَعْقِلُونَ » وباقي الآية بَيِّنٌ . وقوله تعالى : { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ إِن جَاءَكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ } وقُرِىءَ « فَتَثَبَّتُوا » رُوِيَ في سبب الآية : « أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ بْنَ أبي مُعَيْطٍ إلَى بَنِي المُصْطَلِقِ مُصَدِّقاً ، فَلَمَّا قَرُبَ مِنْهُمْ خَرَجُوا إلَيْهِ ، فَفَزِعَ مِنْهُمْ ، وظَنَّ بِهِمْ شَرًّا ، فَرَجَعَ ، وقال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم : قَدْ مَنَعُونِي الصَّدَقَةَ ، وَطَرَدُونِي ، وَٱرْتَدُّوا ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهَمَّ بِغَزْوِهِمْ ، فَوَرَدَ وَفْدُهُمْ مُنْكِرِينَ لِذَلِكَ » ، ورُوِيَ أَنَّهُ لَمَّا قَرُبَ مِنْهُمْ بَلَغَهُ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ قَالُوا : لاَ نُعْطِيهِ الصَّدَقَةَ وَلا نُطِيعُهُ ، فقال ما ذكرناه فنزلَتِ الآية ، و { أَن تُصِيبُواْ } معناه : مخافة أنْ تصيبوا ، قال قتادة : وقال النبي صلى الله عليه وسلم عندما نزلت هذه الآية : " التَّثَبُّتُ مِنَ اللَّهِ وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ " . وقوله سبحانه : { وَٱعْلَمُواْ أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ ٱللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِى كَثِيرٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ لَعَنِتُّمْ } توبيخ للكذبة ، والعَنَتُ : المشقة . وقوله تعالى : { أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلرشِدُونَ } رجوع من الخطاب إلى الغيبة ، كأنه قال : ومنِ اتصف بما تقدم من المحاسن أولئك هم الراشدون . وقوله سبحانه : { فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعْمَةً } أي : كان هذا فضلاً من اللَّه ونعمةً ، وكان قتادة ـــ رحمه اللَّه ـــ يقول : قد قال اللَّه تعالى لأصحاب محمد ـــ عليه السلام ـــ : { وَٱعْلَمُواْ أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ ٱللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِى كَثِيرٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ لَعَنِتُّمْ } وأنتم واللَّه أسخف رأياً ، وأطيش أحلاماً ، فَلْيَتَّهِمَ رَجُلٌ نفسَه ، ولينتصح كتاب اللَّه تعالى .