Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 12-13)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَلَقَدْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَـٰقَ بَنِي إِسْرَٰءِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ ٱثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً } : هذه الآيةُ المتضمِّنة للخَبَرِ عن نَقْضِهِمْ مواثيقَ اللَّه تعالَىٰ ــــ تُقَوِّي أنَّ الآية المتقدِّمة في كَفِّ الأَيْدِي ، إنَّما كانَتْ في أمر بني النَّضِيرِ ، والإجماعُ علَىٰ أنَّ النقيب كَبِيرُ القَوْمِ ، القائمُ بأمورهم ، قال قتادة وغيره : هؤلاءِ النُّقَبَاءُ قوْمٌ كبارٌ مِنْ كُلِّ سبْطٍ ، تكَفَّل بكلِّ واحدٍ سِبْطُهُ ، بأنْ يؤمنوا ويلتزموا التقوَىٰ . قال * ع * : ونحو هذا كانَتِ النقباءُ ليلَةَ بَيْعَةِ العَقَبَةِ ، مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، والضميرُ في { مَعَكُمْ } ، لبني إسرائيل ، أيْ : معكم بنَصْري ، وحِيَاطَتِي ، وتأييدي ، واللام في قوله : { لَئِنْ } : هي المُؤْذِنَةُ بمجيء القَسَمِ ، ولامُ القَسمِ هي قوله : { لأُكَفّرَنَّ } ؛ والدليل علَىٰ أنَّ هذه اللام إنما هي مؤذنةٌ : أنَّهَا قد يستغنَىٰ عنها أحياناً ، ويتمُّ الكلامُ دونها ، ولو كانَتْ لاَمَ قَسَمٍ ، لم يترتَّب ذلك ، وإقامةُ الصلاةِ : توفيةُ شروطها ، والزكاةُ هنا : شَيْءٌ من المالِ كان مفروضاً عليهم فيما قال بعضُ المفسِّرين ، { وعَزَّرتموهم } : معناه : وقَّرْتُمُوهم ، وعَظَّمْتموهم ، ونَصَرْتُموهم ، وقرأ عاصمٌ الجَحْدَرِيُّ : « وَعَزَرْتُمُوهُمْ » ـــ خفيفة الزاي ـــ ؛ حيثُ وقع ، وقرأ في « سورة الفتحِ » : « وتَعْزُرُوهُ » ـــ بفتح التاء ، وسكونِ العينِ ، وضمِّ الزاي ـــ ، وسَواءُ السَّبِيلِ : وَسَطُه ، وسائرُ ما في الآية بَيِّن ، واللَّه المستعان . وقوله تعالى : { فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَـٰقَهُمْ لَعنَّـٰهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَـٰسِيَةً … } الآية : أيْ : فبنقضِهِمْ ، والقَسْوَةُ : غَلِظ القَلْب ، ونُبُوُّهُ عن الرِّقَّة والمَوْعِظَة ، وصَلاَبَتُهُ حتَّىٰ لا ينفعلَ لخَيْرٍ . وقوله تعالى : { وَنَسُواْ حَظَّا مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ } : نصٌّ علَىٰ سوءِ فِعْلِهِمْ بأنفسهم ، أي : قد كان لهم حظٌّ عظيمٌ فيما ذُكِّروا به ، فَنَسُوه ، وتركُوه ، ثم أخبر تعالَىٰ نبيَّه ـــ عليه السلام ـــ ؛ أنه لا يَزَالُ في مستأْنَفِ الزَّمان يطَّلع علَىٰ خائِنَةٍ منهم ، وغائلةٍ ، وأمورٍ فاسدةٍ . قالت فرقة : خَائِنَة : مصدرٌ ، والمعنَىٰ : علَىٰ خِيَانَةٍ ، وقال آخرون : معناه : علَىٰ فرْقَةٍ خائِنَةٍ ، فهي اسمُ فاعلٍ صفةٌ لمؤنَّث . وقوله تعالى : { فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱصْفَحْ } : منسوخٌ بما في « براءة » ، وباقي الآية بيِّن .