Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 90-92)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ وَٱلأَنصَابُ وَٱلأَزْلاَمُ رِجْسٌ … } الآية : قال * ع * : وفي معنى الأزلام : الزَّجْرُ بالطيرِ ، وأخْذُ الفألِ في الكتب ونحوه ممَّا يصنعه الناسُ ، وأخبر سبحانه أنَّ هذه الأشياء رجْسٌ ، قال ابن عباس في هذه الآية : رِجْسٌ : سَخَطَ ، وقال ابن زَيْدٍ : الرجْسُ الشرُّ . قال * ع * : الرِّجْس : كلُّ مكروهٍ ذميمٍ ، وقد يقال للعذابِ والرجْزِ : العذابُ لا غَيْر ، والرِّكْس : العَذِرَةُ لا غَيْر ، والرِّجْسُ يقال للأمرين . وقوله سبحانه : { فَٱجْتَنِبُوهُ } : أمر بٱجتنابه ، فحرمت الخمر ؛ بظاهر القرآن ، ونصِّ الأحاديث ، وإجماع الأمة ، وأمْرُ الخمر إنما كان بتدريجٍ ونوازلَ كثيرةٍ ؛ كقصَّة حمزة ، حين جَبَّ الأسْنِمَة ، وقولِهِ : وهل أنتم إلا عبيدُ أبِي ، ثم أعلم سبحانه عباده أنَّ الشيطان إنَّمَا يريد أنْ تقع العداوةُ بسَبَبِ الخَمْر ، وما يعتري عليها بَيْنَ المؤمنينِ ، وبسبب المَيْسر ؛ إذ كانوا يتقَامَرُونَ عَلَى الأموال ؛ حتى رُبَّما بَقِيَ المقمور فقيراً ، فَتَحْدُثُ من ذلك ضغائِنُ وعداواتٌ ، فإن لم يصلِ الأمر إلى حَدِّ العداوة ، كانَتْ بغضاء ، ولا تحسُنُ عاقبة قومٍ متباغضين ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : " وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إخْوَاناً " ، وبٱجتماع النفوس والكلمة يحمى الدين ، ويجاهَدُ العدوُّ ، والبغضاءُ تنقضُ عُرَى الدِّين ، وتهدم عمادَ الحمايةِ ، وكذلك أيضاً يريدُ الشيطانُ أنْ يصدَّ المؤمنين عَنْ ذكْر اللَّه ، وعنِ الصلاة ، ويشغلهم عنها بٱتِّبَاعِ الشهواتِ ، والخمرُ والميسرُ والقمَارُ كلُّه مِنْ أعظم الآفات في ذلك ، وفي قوله سبحانه : { فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ } : وعيدٌ زائدٌ علَىٰ معنى : « انتهوا » .