Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 52, Ayat: 17-20)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى جَنَّـٰتٍ وَنَعِيمٍ … } الآية : يحتمل أَنْ يكونَ من خطاب أهل النار ، فيكون إخبارُهم بذلك زيادةً في غَمِّهِمْ وسُوءِ حالهم ، نعوذ باللَّه من سخطه ! ويحتمل ، وهو الأظهر ، أَنْ يكون إخباراً للنبيِّ صلى الله عليه وسلم ومعاصريه ، لما فَرَغَ من ذكر عذاب الكفار عَقَّبَ بذكر نعيم المتقين ـــ جعلنا اللَّه منهم بفضله ـــ ليبين الفرقَ ، ويقعَ التحريضُ على الإيمان ، والمتقون هنا : مُتَّقُو الشرك ؛ لأَنَّهم لا بُدَّ من مصيرهم إلى الجنات ، وكلما زادت الدرجة في التقوى قَوِيَ الحصولُ في حكم الآية ، حَتَّى إنَّ المتقين على الإطلاق هم في هذه الآية قطعاً على اللَّه تعالى بحكم خبره الصادق ، وقرأ جمهور الناس : « فاكهين » ومعناه : فَرِحِينَ مسرورين ، وقال أبو عُبَيْدَةَ : هو من باب : « لاَبِنٌ » و « تَامِرٌ » ، أي : لهم فاكهة ، قال * ع * : والمعنى الأَوَّلُ أبرع ، وقرأ خالد فيما روى أبو حاتم : « فَكِهِينَ » والفَكِهُ والفاكه : المسرور المتنعم . وقوله تعالى : { بِمَا ءَاتَـٰهُمْ رَبُّهُمْ } أي : من إنعامه ورضاه عنهم . وقوله تعالى : { وَوَقَـٰهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } هذا متمكن في مُتَّقِي المعاصي ، الذي لا يدخل النارَ { وَوَقَـٰهُمْ } مشتق من الوقاية ، وهي الحائل بين الشيء وبين ما يضرُّه . وقوله : { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ } أي : يقال لهم : كلوا واشربوا ، و { هَنِيئَا } نُصِبَ على المصدر . وقوله : { بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } معناه : أَنَّ رُتَبَ الجنة ونعيمها بحسب الأعمال ، وأَمَّا نَفْسُ دخولها فهو برحمة اللَّه وفضلِهِ ، وأعمالُ العباد الصالحاتُ لا تُوجِبُ على اللَّه تعالى التنعيمَ إيجاباً ؛ لكِنَّهُ سبحانه قد جعلها أَمارةً على مَنْ سبق في علمه تنعيمه ، وعَلَّقَ الثوابَ والعِقَابَ بالتكسب الذي في الأعمال ، والحُورُ : جمع حَوْرَاءُ ، وهي البيضاء القويةُ بياضِ بياضِ العَيْنِ وَسَوَادِ سَوَادِها ، والعِينُ : جمع عَيْنَاءُ ، وهي كبيرة العينين مع جمالهما ، وفي قراءة ابن مسعود والنَّخَعِيِّ : « وَزَوَّجْنَاهُمْ بِعِيسٍ عِينٍ » قال أبو الفتح : العَيْسَاءُ : البيضاء .