Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 44-49)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله : { وَإِن يَرَوْاْ كِسْفاً } أي : قطعةً يقولون لشدة معاندتهم هٰذَا { سَحَـٰبٌ مَّرْكُومٌ } : بعضُه على بعض ، وهذا جوابٌ لقولهم : { فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ ٱلسَّمَاءِ } [ الشعراء : 187 ] وقولهم : { أَوْ تُسْقِطَ ٱلسَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا } [ الإسراء : 92 ] يقول : لو فعلنا هذا بهم لما آمنوا ، ولقالوا : سحاب مركوم . وقوله تعالى : { فَذَرْهُمْ } ، وما جرى مَجْرَاهُ من الموادعة ـــ منسوخٌ بآية السيف ، والجمهورُ أَنَّ يومهم الذي فيه يُصْعَقُونَ ، هو يوم القيامة ، وقيل : هو موتهم واحداً واحداً ، ويحتمل أَنْ يكون يومَ بدر ؛ هو لأَنَّهُمْ عُذِّبُوا فيه ، والصعق : التعذيب في الجملة ، وإنْ كان الاستعمالُ قد كَثُرَ فيما يصيب الإنسانَ من الصَّيْحَةِ المُفْرِطَةِ ونحوه ، ثُمَّ أخبر تعالى بِأَنَّ لهم دُونَ هذا اليوم ، أي : قبله { عَذَاباً } واخْتُلِفَ في تعيينه ، فقال ابن عباس وغيره : هو بدر ونحوه ، وقال مجاهد : هو الجُوعُ الذي أصابهم ، وقال البَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ وابن عباس أيضاً : هو عذاب القبر ، وقال ابن زيد : هي مصائب الدنيا ، إذْ هي لهم عذاب . * ت * : ويحتمل أَنْ يكونَ المراد الجميع ؛ قال الفخر : إنْ قلنا إنَّ العذابَ هو بدر فالذين ظلموا هم أهل مَكَّةَ ، وإنْ قلنا : العذابُ هو عذابُ القبر ، فالذين ظلموا عامٌّ في كل ظالم ، انتهى . ثم قال تعالى لنبيِّهِ : { وَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا } أي : بمرأى ومنظر ، نرى ونَسْمَعُ ما تقول ، وأَنَّك في حفظنا وحيطتنا ؛ كما تقول : فلان يرعاه المَلِكُ بعين ، وهذه الآية ينبغي أَنْ يُقَرِّرَهَا كُلُّ مؤمن في نفسه ؛ فإنها تُفَسِّحُ مضايق الدنيا . وقوله سبحانه : { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ } قال أبو الأحوص : هو التسبيح المعروف ، يقول في كل قيام : سبحان اللَّهِ وبحمدِهِ ، وقال عطاء : المعنى حين تقومُ من كُلِّ مجلس . * ت * : وفي تفسير أحمدَ بن نصر الداوودِيِّ قال : وعن ابن المُسَيِّبِ قال : حَقٌّ على كل مسلم أنْ يقول حين يقومُ إِلى الصلاة : سبحان اللَّهِ وبحمده ؛ لقولِ اللَّه سبحانه لِنَبِيِّهِ { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ } ، انتهى ، وقال ابن زيد : هي صلاة النوافل ، وقال الضَّحَّاكُ : هي الصلوات المفروضة ، وَمَنْ قال هي النوافل جعلَ أدبار النجوم رَكْعَتَيِ الفجر ، وعلى هذا القول جماعة كثيرة من الصحابة والتابعين ، وقد رُوِيَ مرفوعاً ، ومَنْ جعله التسبيحَ المعروفَ جعل قوله : { حِينَ تَقُومُ } مثالاً ، أي : حين تقومُ وحينَ تَقْعُدُ ، وفي كل تَصَرُّفِكَ ، وحكى منذر عن الضَّحَّاكِ أَنَّ المعنى : حين تقومُ في الصلاة [ بعد ] تكبيرة الإحرام ، فقل : " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ ، وَبِحَمْدِكَ ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ " الحديثَ .