Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 59-62)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { أَفَمِنْ هَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ … } الآية : روى سعد بن أَبي وَقَّاص أنَّ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : " إِنَّ هٰذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ بِخَوْفٍ ، فَإذَا قَرَأْتُمُوهُ فَابْكُوا ، فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوا " ذكره الثعلبيُّ ، وأخرج الترمذي والنسائيُّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّه قَالَ : " لاَ يَلِجُ النَّارَ مَنْ بَكَىٰ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ، حَتَّىٰ يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْعِ ، وَلاَ يَجْتَمِعُ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ في مَنْخِرٍ أبَدًا " قال النسائيُّ : ويروى : « في جَوْفٍ أبَدًا » : « وَلاَ يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالإيمَانُ في قَلْبٍ أَبَدًا » قال الترمذي : وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " عَيْنَانِ لاَ تَمَسُّهُمَا النَّارُ : عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ في سَبِيلِ اللَّهِ " انتهى من « مصابيح البَغَوِيِّ » . قال أبو عمر بن عبد البر : رُوِيَ عنِ النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال : " إيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الضَّحِكِ ؛ فَإنَّهُ يُمِيتُ الْقَلْبَ ، وَيَذْهَبُ بِنُورِ الْوَجْهِ " انتهى من « بهجة المجالس » ، وروى الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : " مَنْ يَأْخُذُ عَنِّي هٰؤُلاَءِ الكَلِمَاتِ ؛ فَيَعْمَلَ بِهِنَّ ، أَوْ يُعَلِّمَ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَقُلْتُ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَأَخَذَ بِيَدِي ، فَعَدَّ خَمْسَاً ، وَقَالَ : اتَّقِ الْمَحَارِمَ ، تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ ، وَٱرْضَ بِمَا قَسَّمَ اللَّهُ لَكَ ، تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ ، وَأَحْسِنْ إَلىٰ جَارِكَ ، تَكُنْ مُؤْمِناً ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ ، تَكُنْ مُسْلِماً ، وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ ؛ فَإنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ يُمِيتُ الْقَلْبَ " انتهى ، والسامد : اللاعب اللاهي ، وبهذا فسَّرَ ابن عباس وغيره من المفسرين ، وسمد بلغة حمير : غَنِيَ ، وهو كُلُّه معنى قريب بعضُه من بعض ، ثم أمر تعالى بالسجود له والعبادة ؛ تخويفاً وتحذيراً ، وههنا سجدةٌ في قول كثير من العلماء ، ووردت بها أحاديثُ صحاح ، ولم يَرَ مالك بالسجود هنا ، وقال زيد بن ثابت : إنَّهُ قَرَأ بِهَا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَسْجُدْ . قال ابن العربيِّ في « أحكامه » : وكان مالكٌ يَسْجُدُهَا في خاصَّة نَفْسِهِ ، انتهى